الأحد، 10 فبراير 2013

الملتقى الشبابي من الأردن إلى المغرب الكبير.

 
عمود الإسلام حضارة (الأخبار):
الملتقى الشبابي من الأردن إلى المغرب الكبير:
إلياس بلكا
حضرت في أكتوبر الماضي ندوة بعاصمة الأردن، يطلق عليها أصحابها الملتقى المعرفي الشبابي. وهو الملتقى الثاني. ويقوم عليه وعلى تنظيمه مجموعة من الشباب.
ورغم مشاركتي سابقا في عدد من الندوات الوطنية والدولية إلا أنني لأول مرة  أتعرف على هذا النوع من الملتقيات الشبابية المميزة.
وفكرة الملتقى بسيطة، لكنها مبدعة.. ذلك أن هذا الشباب شباب قارئ، وبعضه قارئ  لحد النهم.. فأراد لإكمال الصورة أن يلتقي بالمؤلفين الذين يقرؤون لهم.. يلتقون معهم مباشرة فيتعرفون عليهم ويسائلونهم ويحاورونهم.. لذلك يستمر الملتقى مدة ثلاثة أيام.
ولتكون الفائدة مركزة كان الواجب أن يكون الحضور محددا بعدد معين، فتم حصره في مئة وخمسين شاباً وفتاة من المهتمين بقضايا الفكر والمعرفة. وهذا العدد تختاره إدارة الملتقى من خلال استمارات طلب مشاركة تأتيها من الأردن ومن خارجه، خاصة من البلدان العربية القريبة كفلسطين ومصر وسوريا والسعودية.. والطلب كثير، فتضطر الإدارة للانتقاء.
أما تمويل الندوة – إيجار الفندق والقاعة وتذاكر السفر للأساتذة وتكاليف التصوير..-  فيكون من رسوم الاشتراك التي يدفعها الحاضرون، ومن تبرعات بعض الشركات والمؤسسات الأردنية التي خاطبها الشباب بهذا الشأن، ومن تبرعات بعض القائمين على الملتقى، خاصة الموظفون منهم والعاملون.. لكنه في الجملة تمويل محدود، كما هو متوقع من هذا النوع من الأنشطة.
جاء في التعريف بملتقى هذه السنة: "فكرة هذا العام كانت التقدّم خطوة إضافية عن عمومية المواضيع الفكرية إلى الحديث عن ما يُشكل إحدى ركائز المعرفة والفكر، والتباحث بعمق حول “مفاهيم تأسيسية.  وقد وقع اختيارنا على ما نعتقد أنها أكثر المفاهيم أهمية وحضورا وأكثرها شغلا للرأي ولوجهات النظر المختلفة .. واعتنينا باختيار الضيوف الأكثر إلماما بطروحاتها المختلفة والأقدر على إظهار جوانب المفهوم وتحيزاته والرؤى الكامنة وراءه.. وقد اخترنا ثمانية مفاهيم تُشكّل أهم محاول البناء المعرفي للشباب."
 وهكذا وقع تقسيم محاضرات الملتقى على الشكل الآتي:
1- الدكتور حسن حنفي من مصر ، متحدثا عن مفهوم التراث.
2- المهندس المعماري راسم بدران من الأردن ، متحدثا عن مفهوم الفن.
3- الدكتور لؤي صافي من سوريا متحدثا عن مفهوم الحداثة.
4- إلياس بلكا من المغرب متحدثا عن مفهوم العقل.
5- الدكتورة هبة رؤوف عزت من مصر متحدثة عن مفهوم الحرية.
6- الدكتور سعيد فودة من الأردن متحدثا عن مفهوم الدين.
7- الدكتور عبد الله السيد ولد أباه من موريتانيا متحدثا عن مفهوم الإيديولوجيا.
8- الأستاذ حسن أبو هنية من الأردن متحدثا عن مفهوم السلطة.
والآن أصل إلى المقصود من هذا العرض. ذلك أني أقترح على الشباب المغاربي –والمغربي خاصة- أن يستفيد من هذه الفكرة، وأن يؤسس ملتقا شبابيا فكريا.. على أن يراعي ما يلي:
1- الابتعاد عن السياسة  وألا يكون الملتقى سياسيا.. ولا أعني بهذا ألا يشتغل الشباب بالسياسة، فهذا الشباب الأردني لا أظنه خلوا من قناعات سياسية ما.. لكنه نجح في الفصل بين السياسي والفكري بحيث كان الملتقى فكريا بحتا، ولذلك جمع مشارب متنوعة ومختلفة يجمع بينها الهم العلمي بالدرجة الأولى.. وقد مكثت أربعة أيام بالملتقى ولم أعرف ميول هؤلاء الشباب السياسية، لو كانت لهم ميول، ولم أهتم بمعرفة ذلك أيضا.
يجب الفصل بين السياسي والفكري، إذ عادة ما يسيطر البعد السياسي على المجال الفكري ويستوعبه، وهذا سيء.. ولابد  من مسافة ما بين الحقلين.  إن استقلالية المفكر مسألة ضرورية. ويستطيع المهتم بالسياسة وشؤونها أن ينضم للأحزاب، لكن لا ينبغي أن يخلط هذا بذاك.
2- التسامح واستيعاب مختلف التوجهات الأيديولوجية ما أمكن، بحيث يكون الملتقى ملتقى حقيقيا للحوار والتبادل الثقافي..
3- اختيار الضيوف من الأساتذة على أساس موضوعي لا شخصي أو حزبي .. أو ما شابه.
4- اختيار الضيوف المشاركين من الشباب القارئ المهتم بالفكر ومشكلاته، وليس على أساس الصداقة أو التعاطف من أي نوع. وقد فوجئت حقا بالشباب الذي رأيته، فهم قراء مطلعون، ويتابعون آخر الإصدارات الفكرية، وسألوني في كتب لم أقرأها ولم أطلع عليها.
5- الأحسن أن يكون الملتقى على مستوى المغرب الكبير فيضم المغرب والجزائر وتونس وموريطانيا وليبيا... لكن يمكن في البداية أن يكون على  مستوى الوطن.
وللاستزادة يمكن الرجوع إلى مواقع الملتقى المعرفي الشبابي بالنت والفايسبوك والتويتر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق