الجمعة، 29 أغسطس 2014

الأميرة ديانا: سحر الأسطورة.

      توفيت ديانا في مثل هذا اليوم: 31 أغسطس/ غشت.   
           
                                          الأميرة ديانا: سحر الأسطورة.
إلياس بلكا
 
الجيل الحالي - أعني من ولد بعد 1990- لا يتذكر جيدا ديانا وقصصها. أذكر بعض ذلك، رغم أنني لم أكن مهتما أبدا بحياة المشاهير.. لكن ديانا كانت نجما فرض نفسه، أو فرضه الإعلام، على كل العالم. ولازلت أذكر يوم زواجها الذي شاهده مئات الملايين.. يومها تسمر هؤلاء أمام التلفزة لمتابعة الحفل..  لم أكن من المتسمرين لكنني لاحظت هذا، ولم يفتني  مشهد الحرص هذا ورمزيته.
ولكي أجيب عن هذا السؤال نعود إلى الوراء قليلا لنتعرف على قصة الأميرة:
ولدت ديانا في سنة  1961 بشمال الريف البريطاني. ولم تكن طفولتها سعيدة جدا بسبب انفصال أبويها. ثم دخلت المدرسة، لكنها لم تنجز شيئا، إذ لم  تكن مجتهدة.. ثم حاولت الحصول على دبلوم في الطبخ، كما حاولت الانتماء لمدرسة رقص لكنها لم تستمر.. وأخيرا اشتغلت حاضنة اطفال ومعلمة.
وهنا دخل الأمير تشارلز في حياتها.. وقعا في الحب، وهو حب يبدو أنه من النوع الحديث الذي يأتي سريعا ويتبخر بأسرع مما أتى.. على الأقل من جانب تشارلز الذي كان عليه أن يتزوج امرأة من الكنيسة البريطانية الرسمية، امرأة عذراء، ولها صفة أرستوقراطية ما... في مجموعة شروط تحققت في ديانا.
وتم الزواج الرسمي  سنة 1981 في كاتدرائية القديس بولس.. وكان احتفالا ضخما شاهده ما يقدر بمليار إنسان في  العالم.
ثم كان لهذا الزواج مشكلات كثيرة، فتشارلز كان يحب أخرى، وهي كاميلا، وارتبط بها في السر.. وكظمت الأميرة غيظها سنين، وتابعها الإعلام فألح عليها وبكت مرارا.. ثم انشغلت ديانا بابنيها وبالأعمال الخيرية وبالأسفار..
تحولت ديانا إلى أسطورة.. وماتت سنة 1997 في حادث سيارة لأن السائق كان ثملا فيما يبدو، ولأنه هرب من المصورين الذين كانوا يلاحقون الأميرة في كل مكان إرضاء لفضول  تافه أصبح حاجة يومية لملايين الناس، خاصة في الغرب.
مثل موت ديانا صدمة لكثير من الناس.. صدمهم أن تنتهي بهذه السرعة وبهذه الطريقة.. لقد عرى هذا الحادث أمام هؤلاء حقيقة الدنيا، وكشف لهم عن زخرفها الكاذب، وعن قصر الحياة وأن الوجود الإنساني على الأرض.. وجود عابر.. بل هو أقرب ما يكون لحلم يقظة يستغرق لحظات معدودات..
كان المغني الأمريكي مايكل جاكسون ممن تأثر للحادث، فأهدى لديانا أغنية (غادرتْ باكرا جدا).. ولم يكن يدري أنه هو الآخر سيغادر هذا العالم سريعا.
المهم أن الخبراء طرحوا سؤال: ما سر إعجاب الناس بديانا، وتحولها لأسطورة؟
المؤكد أنه ليس الجمال، ولا الفساتين، ولا المجوهرات.. فهذا كله موجود.. وفي أحيان كثيرة أفضل مما كان لدى ديانا.
كان من أهم الأجوبة أن ديانا امرأة تقليدية.. ربة بيت، أم لطفلين. حاولت الدفاع عن أسرتها ضد الدخيلة فلم تنجح.. عانت داخليا، وبكت.. يخونها زوجها فتبكي وتتألم في صمت.. وتحار بين أسرتها وكبريائها.. حتى مغامراتها العاطفية بعد انفصالها عن تشارلز كانت ردة فعل.. نوعَ انتقام.. هي أقرب للتمثيل.. أما في أعماقها فقد بقيت المرأة الجريحة التي خذلها زوجها... بمعنى أن ديانا جمعت تركيبة الأنثى التقليدية ببساطتها وفطرتها.. بقوتها وضعفها. كانت ديانا على الضد من المرأة المتحررة العصرية القوية (ظاهريا)، والمهووسة بفكرة التساوي مع الرجل والمشاركة في الحياة العامة وإثبات الذات..
والعالم حين تعاطف مع ديانا.. فلأنه في أعماقه يحس بالحاجة إلى هذا النوع من النساء.. إلى المرأة..المرأة.. أي كما خلقت قبل أن تظهر الإيديولوجيا الحديثة وتحاول تشكيل امرأة أخرى، بل ترفض فكرة الأنثى أصلا، وتستعيض عنها بـ: الجندر.. أي شيء إنساني لا هو رجل ولا امرأة..
ديانا مثلتْ حنين العالم، خاصة  الغربي، للمرأة الأولى.. لحواء.


هناك 3 تعليقات:

  1. الى الان انا لا اعلم لماذا الناس الذين عاصروا زمن ديانا يحبونها و حزينيين لفراقها ؟ اماذا فعلت لشعبها ليحبها كل هذا الحب ؟

    ردحذف
    الردود
    1. فعلت ديانا الكثير ، لم تكن المرأة التي تتصنع القوة ، كانت إنسانة طبيعية ، لاحظت أنها حيثما تكون فإنها تحظى بالاهتمام وتلاحقها وسائل الإعلام فقررت أن تستغل هذا الهوس بأن تسلط الاهتمام على قضايا إنسانية ، ديانا انخرطت في الأعمال الخيرية وكانت المؤسسة التي ترأسها تخدم بلدنا كثيرة في العالم من بينها السعودية ـ وقد ذكر ذلك غازي القصيبي في كتابه عنها والذي سماه الأسطوة ـ أحبها البريطانيون لأنها كانت إنسانة بسيطة قريبة منهم يرتاح كل من يتحدث إليها ، هي ليست محتاجة لأن تقدم أي شيء فكل الأموال بين يديها ، وكثير من الأميرات لم يقدمن شيء على الإطلاق ولديك مثال ساره فيرجسون التي تطلقت من اخو تشارلز وعاشت يكرهها الإعلام ويكرهها البريطانيون لأنها لم تقدم شيء يذكر كل تركيزها على نفسها فقط .

      حذف