الاثنين، 23 فبراير 2015

نداء للمؤلّف المغربي، ولكل مؤلف : انشر كتابك.

نداء للمؤلّف المغربي، ولكل مؤلف : انشر كتابك.
إلياس بلكا

بمناسبة  معرض الكتاب السنوي بمدينة الدرا البيضاء، قررت أن تكون هذه الحلقة خاصة بكيفية نشر الكتاب، خاصة أنه وردتني أسئلة سابقة بهذا الخصوص.
بداية يجب أن يقرر أي كاتب أو باحث عنده كتاب بأنه لا معنى لأن يبقى كتابه أسير الرفوف لم ير النور، وأنه لا يكفي أن ينال به شهادة دكتوراه مثلا، بل الواجب إلى ذلك طبعه ونشره. هذا هو القرار الأول.
القرار الثاني: لا بأس أن يعيد المؤلف النظر في كتابه فيعدّله ويحسنه، لكن يجب عليه أن يفهم بأن لابد من حدّ زمني معين لهذه المراجعة، بمعنى أنه إذا لم ينه المراجعة في أجل محدد فإنها لن تنته أبدا وسيموت وهو يراجع أو ينوي المراجعة. يوجد بعض المؤلفين المثاليين ينقحون ويعدلون ولا يرضون على حال كتبهم أبدا.
القرار الثالث: يجب على المؤلف أن يتقبل حقيقة أنه لا توجد عوائد مادية مجزية عن الكتابة، بل هي في أكثر الأحيان معدومة. مثلا إذا نال شهادة جامعية عن بحثه فليكتف بهذا ويحمد الله سبحانه ولا يتوقع جني أرباح من نشر كتابه. وهذا موضوع واسع لا يمكن تفصيله هنا.
بصفة عامة دور الطبع تعطي للمؤلف 10% من مبالغ بيع الكتب، بعد خصم التكاليف. مثلا إذا كان الكتاب بسبعين درهما، تخصم عشرون للتكاليف، فيكون حقك في كل نسخة تباع من الكتاب خمسة دراهم.
والدور التي تعطي مبلغا معينا يتراوح غالبا بين ألف وألفيْ دولار، كالمعهد العالمي وسلسلة كتاب الأمة، وإصدارات رابطة علماء المغرب، ومركز نماء بالسعودية، ومركز الوحدة العربية، ومركز الحضارة...
والجهات التي تعطي نسبيا أكثر هي مثل وزارات الأوقاف بالمغرب والكويت والخليج عموما، لكن المشكلة أنها لا تطبع عناوين كثيرة. ووزارات الثقافة بالخليج. وبعض مراكز البحوث، كمركز السياسات بالدوحة والدراسات الاستراتيجية بأبو ظبي وسلسلة عالم المعرفة بالكويت..
القرار الرابع: يمكنك أن تجرب مراسلة بعض الجهات المذكورة أعلاه، فإن لم تنجح ابحث عن دار نشر عادية، وهي النسبة الأكبر من الدور والتي تعطي 10%، واعطها نسخة من بحثك ولا تخف من السرقات أو غيرها، فدور النشر لن تطبع كتابك أو تستفيد منه دون علمك، ويمكنك تحويل النسخة من وورد إلى ب.د.ف، أو يمكنك في البداية إرسال ملخص للبحث مع فهرس للموضوعات.
هنا نأتي إلى معرض الدار البيضاء، فهو فرصة المؤلفين لطبع كتبهم. يمكنك أن تلتقي بالناشرين مباشرة، وهذا جيد، أو بموظفيهم، وهؤلاء في الغالب سيطلبون منك إرسال الكتاب عبر الإيميل إلى دار النشر. وكل دار لها خبير واحد -أو لجنة- يقرأ الكتاب ويقرر هل يطبع أم لا. في الغالب تجيبك الدار في ظرف يتراوح بين أسبوعين وشهرين، وعليك بعد فترة ما إرسال تذكير. وعليك في جميع الحالات اصطحاب بعض الفلاشات أو السيديهات معك إلى المعرض.
توجد دور نشر متخصصة في الكتاب الإسلامي أو التراثي، كدار السلام ومؤسسة الرسالة والمكتب الإسلامي وابن حزم والشبكة العربية والبشائر والعبيكان..
وتوجد دور عامة كالدار اللبنانية-المصرية، والشروق، والعلم للملايين، والمركز الثقافي العربي وعالم الكتب بالأردن.. كما توجد دور متخصصة في حقل معرفي معين.
وتوجد دور مقراتها بأوربا وتطبع ببيروت، كالساقي والجمل والحكمة..
إذا اتفقت مع دار تكون لهم حقوق الطبع لمدة تتراوح بين ثلاث وعشر سنوات، ويمكنك لو أرسلوا لك عقدا بعشر سنين أن تطلب تحويله إلى خمسة فقط. واحرص على أن يرسلوا لك النسخة الأولية قبل دفع الكتاب للطبع حتى تصححه وتطمئن عليه.
الخلاصة أن طبع الكتاب ممكن جدا، لكنه يحتاج إلى شيء من الصبر، وألاّ تأمل كثيرا من عائده المالي. والعامل الإيجابي عندنا أن دور النشر ترحب بالمغاربة، لأن للكاتب المغربي سمعة جيدة عند المشارقة.
وآخر الحلول هنا هو أن تنشر كتابك على الأنترنت مجانا، وتضعه بمواقع مثل أرشيف وشارد وهوتفايل.. والميزة الكبرى لهذا الخيار هو انتشار الكتاب في العالم وتنزيله آلاف المرات، أو أضعاف ذلك.. صدقة جارية كما في حديث نبينا عليه السلام فيمن ترك علما ينتفع به.

هناك تعليق واحد: