يجب أن نفرق بين الأمازيغية كقضية و كمشروع إمبريالي و القضية كلغة و كثقافة لا تتعارض مع التعاليم الإسلامية الربانية.
تتوزع المواقف والرؤى المطروحة بشأن الحفاظ على الأمازيغية إلى اتجاهين رئيسيين، ما بين مؤيد وداع للدفاع عن اللغة الأمازيغية، أو رافض معلن العداء لكل ما يتعلق بالمسألة الأمازيغية.
فالمسألة الأمازيغية بالنسبة لمعسكر الرافضين ليست أكثر من قضية مفتعلة، ولا تستحق أي اهتمام. وقد يصل بهم الأمر -الرافضين- إلى حد اتهام دعاة الأمازيغية بالعمالة لبعض الدوائر السياسية والثقافية في الغرب، وغالبا ما يتعامل هؤلاء الرافضون للشأن الأمازيغي مع الشعوب الأمازيغية، وكأنها لا تملك تاريخا يميزها عن غيرها، وكأنها عارية من كل ثقافة أو خصوصية؛ وكأني بهذا المعسكر الرافض يريد لهذه الشعوب أن تنسى -أو تتناسى- ذاكرتها الجمعية والتاريخية؛ وهي التي ساهمت في استمرار هذه الشعوب في الوجود والعطاء على مر القرون!.
أما بالنسبة لمعسكر المدافعين عن أفكار الاتجاهات الأمازيغية فيلاحظ -دون عناء جهد- في خطابها طغيانا كبيرا للغة “اللعب على عواطف الناس”.. وغلبة لخطاب القوة على حساب قوة الخطاب؛ إذ يمكن اختزال أغلب خطاباته في مجموعة من المواقف والشعارات التي تشير إلى التهميش الذي يتعرض له الأمازيغ، وجملة من الإنشاءات التي تعتبر العرب طليعة من المستعمرين وظفوا الدين الإسلامي لأغراض قومية استعمارية، وبالتالي كان لزاما عليهم أن يرحلوا من تلك البلدان التي استعمروها وإعادتها للشعوب الأمازيغية الأصلية والأصيلة!!
وغالبا ما يشار في أدبيات هذا الفريق إلى سياسة التعريب باعتبارها تستهدف بالدرجة الأولى سحق الهوية الثقافية الأمازيغية، وصهرها في الذات العربية؛ خاصة المشرقية.
وباستثناء طائفة من الجهود العلمية / الأكاديمية والمعرفية / الثقافية القليلة التي تناولت المسألة الأمازيغية بالبحث والتحليل والرصد، تبقى معظم الإنتاجات “الفكرية” الأمازيغية مجرد جملة من التحريضات على “الآخر” العربي بالأساس، المغتصب لأرض وثقافة شعب أمازيغي عريق مغلوب على أمره.
وتهدف هذه الورقة إلى تقرير بعض الأمور باختصار، وما ورد فيها من إشارات غير خاضع لترتيب منهجي، إنما راعينا في الترتيب الهم الفكري الذي يسكن هذه الإشارات، ومن ثم فقد يتداخل بعضها في بعض؛ لأننا أمام موضوعات يستحيل فيها الفصل الكلي.
التنوع اللغوي من مطالب التوحيد
بداية، ينبغي اعتبار الدفاع عن اللغات واللهجات المختلفة مطلبا إسلاميا بامتياز؛ فليس من أخلاق المسلم أن يترك مجموعة من اللغات والألسن تنقرض، بل المطلوب أن يحافظ على التنوع اللغوي عن طريق تطوير اللغات التي كتب لها البقاء، وإنقاذ تلك التي تقف على حافة الانقراض، وإحياء تلك اللغات التي لسبب أو لآخر انقرضت بالفعل.
وبيان ذلك، أن جوهر الإسلام الأساسي هو التوحيد؛ فالمرجعية الإسلامية هي مرجعية توحيدية، والنص القرآني يعتبر التفكر في آيات الله (في الآفاق والأنفس..) من أبرز السبل الموصلة إلى توحيد الله عز وجل، والمسلمون مطالبون بالعمل على تعبيد الناس لله تعالى (أي ترسيخ عنصر التوحيد في أنفسهم وتجذيره في عقولهم)، وبالتالي لا مناص من استعمال هذه الآيات بغية الوصول بالناس إلى هذا الهدف النبيل، فكلما كانت آيات الله الكثيرة بارزة للناس قريبة منهم كان احتمال اعتناقهم وانخراطهم في دائرة التوحيد احتمالا كبيرا وراجحا.
ومن المنطقي إذا سلمنا بهذا الكلام، أن يحرص الإنسان المسلم على بقاء هذه الآيات؛ إذ إنه -بحساباته التوحيدية- ليس من مصلحته أن تختفي أو تنقرض هذه الآيات، فإذا ما حصل هذا الأمر فالمسلمون بمنطقهم التوحيدي مطالبون بإظهار هذه الآيات إذا اختفت، وبإحيائها إذا ما قذف بها في عالم الانقراض والزوال والنسيان.
ولعل من أبرز الآيات التي ذكرها الكتاب العزيز اختلاف الألسن -أي اللغات واللهجات- يقول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّلْعَالَمِينَ} (الروم: 22).
فعندما تشير هذه الآية الكريمة إلى أن من آيات الله اختلاف الألسن فهذه دعوة إلى توظيف كل الإمكانات التي يوفرها عصر من العصور وزمن من الأزمنة في إظهار هذه الآيات إلى الناس بالشكل الذي يجعلهم يتجاوبون مع خطاب “الإظهار”، والآية الكريمة وإن جاءت في معرض الإخبار، فإن مفهومها يقتضي العمل على تحويل هذه الآيات إلى خطاب، أو بتعبير آخر التفكير في إيجاد آليات كفيلة بجعل هذه الآيات (اختلاف الألسن في حالتنا) تقوم بدورها في جعل الناس تلتف حول التوحيد ومرجعية التوحيد.
وفي اعتقادي، فإن تعاملنا مع اللسان الأمازيغي ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار ما سبق ذكره.
اللغة العربية اختيار ذاتي
إن الإسلام في تجربته التاريخية لم يفرض على الشعوب الأخرى -غير العربية- اللغة العربية ولم يلزمهم بتعلمها. فقد كان الدفاع عن اللغة العربية وعن تعلمها وتعليمها مطلبا ذاتيا اختصت به هذه الشعوب ولم يلزمهم أحد بنهج هذا السلوك الذي يجعل الارتباط باللغة العربية ارتباطا بالمقدس (الوحي)؛ وبيان ذلك أن شعوبا كثيرة -دخلت في الإسلام- استهوتها قيم الإسلام قبل أن تستهويها لغة الإسلام؛ فالتفت -هذه الشعوب- حول تلك الأخلاق الفاضلة التي حملها الإسلام إليهم. فالتعلق باللغة العربية كان يمر على الدوام عبر التعلق بقيم الإسلام الخالدة وتصوراته الفاضلة.
واستمرار الشعوب الأمازيغية المسلمة في التعلق بلسانها الأمازيغي يمكن اعتباره أكبر دليل على أنه ليس من شرط انتشار الإسلام القضاء على الثقافات الأخرى أو إحالة لغاتها على التقاعد كما يقال.. كما هو شأن بعض الحضارات الأخرى.. كالحضارة الغربية التي علمنا تاريخها -خاصة الحديث والمعاصر- أنها لم تستطع أن تهيمن على العالم انطلاقا من فكر ذاتي يستهوي الناس، بل هيمنت وسادت عن طريق إبادة حضارات بأكملها وتدمير ثقافات بأجمعها!.
ويجدر بنا في هذا الصدد أن نذكر بأن الأمر لم يقتصر عند الشعوب الأمازيغية بالمحافظة على لسانها في التداول اليومي فقط، بل عبرت بهذه اللغة على كثير من أساسيات الإسلام؛ فنجد -على سبيل المثال- كتبا في الفقه وكتبا في الأصول باللغة الأمازيغية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد إنما أصبح المجتمع بأكمله تقريبا يعبر عن الإسلام بلغته الأمازيغية وبطريقته الخاصة؛ كما تجلى هذا الأمر في طائفة من الأمثال الشعبية وجملة من القصائد الشعرية.
وما أشرنا إليه هو الذي يفسر لنا لماذا كان غير العرب أكثر الناس خدمة للإسلام وعلومه، وهذا ما يقرره -صادقا- ابن خلدون في مقدمته الفريدة من أن العجم (يقصد غير العرب) خدموا علوم الإسلام أكثر من العرب؛ بل إن منهم من حقق قفزات نوعية باللغة العربية وساهم في خدمتها وتطويرها، كابن أجروم الأمازيغي صاحب متن الأجرومية أشهر المتون في النحو، على سبيل المثال لا الحصر.
الخط الفكري بوصلة اللغة الأمازيغية
الأولوية للغة الأمازيغية (تعلما وتعليما وتداولا) لا يعني حتما -كما يظن البعض- حتمية امتلاك مفاتيح التقدم والنهوض في مجالات الحياة المختلفة. بل لا بد أن تكون هذه اللغة حاملة ومعبرة عن فكر/تصور معين، والمقصود بالتصور هنا نظرة كل جماعة بشرية إلى الحياة والكون والإنسان؛ فاللغة تشتغل بناء على منظومة معرفية معينة؛ فالشعوب كما الجماعات يصعب توحيدها -إن لم نقل يستحيل- بناء على توحيد لغتها فقط دون أن تكون هذه الشعوب والجماعات موحدة على مستوى جملة الإجابات التي تقدمها للأسئلة النهائية/الوجودية التي هي مقدمة ضرورية وأساسية لتأسيس تصور ما وبناء رؤية ما.
ويؤسفنا أن نقرر في هذا الصدد أن الحركات (الثقافية) الأمازيغية لا تملك إلى حد الآن خطا فكريا/تصوريا واضحا!.
من جانب آخر، أميل إلى القول بأن إيصال الكثير من الأساسيات المتعلقة بالنهوض والتقدم يتطلب، في البلدان التي فيها نسبة كبيرة من الأمازيغ، صياغة خطاب فكري وثقافي يركز على اللغة الأمازيغية بشكل كبير. ولكن شريطة ألا يتصادم ذلك مع المقومات الثقافية والحضارية للشعوب التي نخاطبها؛ لأننا قد نجد نسبة كبيرة من الشعوب الأمازيغية لا تجيد اللغة العربية أو على الأقل لا تجيد العربية بشكل كبير؛ فكان من الضروري مخاطبتها باللسان الذي تفهمه.
وإن قوة المجتمع والجماعات البشرية تكمن في التعبير على ذاكرتها الجمعية وتصوراتها المشتركة انطلاقا من التعدد الثقافي واللغوي الذي يميز كل جماعة عن جماعة أخرى. وفي مجتمع يتميز بتعدد لغوي وتنوع ثقافي يعتبر من الانتحار الثقافي أن نلزم كل الوحدات البشرية أن تعبر على ذاكرة المجتمع الثقافية والعقدية انطلاقا من لسان لغوي واحد، أو انطلاقا من عادات ثقافية واحدة!.
فلا ضير -مثلا- بل من اللازم أن تكون هناك إنتاجات مختلفة في مجال الفن، بألسن مختلفة وثقافات متعددة، وأعني هنا الثقافة بمعناها الأنتروبولوجي، أي ما يميز جماعة بشرية على أخرى في مجال العادات والأعراف.. وليس بمعناها الفكري الذي يشير إلى مجموعة من السمات الفكرية التي يشترك فيها جميع أعضاء تلك الجماعة وإن تعددت تعبيراتهم وترجماتهم لهذه السمات والرؤى.
لقد تعلمنا من تاريخ الكثير من الجماعات التي أطرتها مرجعية فكرية واحدة، وفي الوقت نفسه عرفت تعددا لغويا وتنوعا ثقافيا؛ علمنا هذا التاريخ مدى قدرة هذه الجماعات الموحدة/المختلفة على إنتاج مجموعة من الرموز وفيها قدر كبير من الإبداع الذي يشير إلى إمكانية التعبير بامتياز على المتفق عليه (المرجعية النهائية) انطلاقا من المختلف فيه (لغات-عادات-نفسيات…).
فبناء المساجد ودور العبادة يتنوع من منطقة إلى أخرى في طول وعرض العالم الإسلامي؛ فهناك السمت الصيني في مساجد مسلمي الصين المدببة، وهناك السمت الماغولي والهندي في مساجد جنوب شرق آسيا، وهناك التمايز الفني الراقي بين معمار العثمانيين ومعمار الفرس المسلمين والمماليك وفي الأندلس والمغرب، وهذا التنوع الشديد في الفن المعماري يعكس من جهة تنوع واختلاف الشعوب الإسلامية، ولكن وفي الوقت نفسه وحدة المضامين والأبعاد المعمارية التي تجعل الأمة الإسلامية واحدة موحدة.
وقد تجلى هذا الأمر في مجالات متعددة من الحياة؛ ففي مجال الأفراح نجد اختلافا كبيرا في طريقة التعبير على الأفراح، مع وجود سقف إسلامي مؤطر من خطبة وعقد نكاح ووليمة تتمظهر في أشكال متنوعة تعكس تنوع المجتمعات الإسلامية. وفي مجال التعاون أبدعت كل جماعة لغوية/ثقافية أسلوبا معينا في التعبير على هذا الخلق النبيل، وفي مجال إحياء بعض المناسبات الدينية نجد أن هناك اختلافا في إقامتها، بل حتى في مجال الأكل قد يكون هناك تمايزات متعددة في طريقة تحضير الطعام.
وبناء على هذا فلا يمكن أن نناقش بجدية وعمق القضايا والإشكاليات المتعلقة بالأمازيغية، وسيظل نقاشنا وحوارنا عديم الجدوى ما لم نتطرق للحديث عن المرجعية العليا التي تؤطر -أو ينبغي أن تؤطر- المجتمع.
والمقصود بالمرجعية العليا (أو المرجعية النهائية كما يسميها عبد الوهاب المسيري، أو الثابت الفكري كما يسميها محمد عمارة) تلك الأرضية الفكرية والتصورية التي يقف عليها مجتمع ما، وتحدد له نظرته إلى الوجود، وموقفه من الدين، ومدى إيمانه بوجود مطلقات وقيم تتجاوز الأرض وتعانق السماء، وعلاقته وموقفه من الآخر الذي يخالفه في المنطلقات والمبادئ.. فعندما تتضح هذه الأرضية فإن كل مقاربتنا للمسائل اللغوية والقومية ستكون جلية واضحة.
فمثلا -على سبيل المثال- عندما نناقش الموقف الصحيح من مسألة تدريس اللغة الأمازيغية والتدريس بها، لا يمكن حسم مثل هذه المسائل على طريقة “مع أو ضد”؛ لأن المشكلة هنا تتعلق بتحديد مرجعية المجتمع النهائية والأرضية التي يقف عليها من أجل معرفة طبيعة الأفكار التي يتعين للغة الأمازيغية أن تحملها معها قصد إيصالها إلى المجتمع ومخاطبته بها.
فإذا كان من المشروع أن نختلف حول البرامج الثقافية والأولويات العملية التي يتعين على المثقفين نهجها في تعاملهم مع الواقع الإسلامي.. فإنه -في المقابل- من غير المشروع أن نختلف حول المرجعية التي ينبغي أن تراعى أثناء صياغة البرامج وتعيين الأولويات.
ومن نافلة القول أن نشير في هذا الصدد إلى أن تعدد المرجعيات/الأرضيات في مجتمعنا العربي والإسلامي يمكن اعتباره أكبر عائق يحول دون تحقيق النهوض المنشود بالشعوب العربية والإسلامية.. فإذا كان من الضروري أن نتعدد بعد أن نوحد المرجعية الفكرية النهائية للدولة والمجتمع والنخب الثقافية، فإنه من قبيل الانتحار الثقافي أن تتعدد المرجعيات النهائية!.
الأمازيغية مطلب حضاري
أم أمازيغية وابنها
يعتبر الدفاع عن اللغة الأمازيغية شأنها شأن سائر اللغات من أوجب الواجبات الفكرية المطلوبة في عصرنا الحاضر.. بسبب ما نشهده من سعي غربي حثيث لتنميط العالم وتغريبه، والقضاء على كل الخصوصيات اللغوية والتمايزات الثقافية.
فدفاعنا عن التعدد اللغوي والتنوع الثقافي نابع من اعتقاد مفاده أن المستهدف من عمليات التغريب وأساليب التنميط، ليس المسلمون فقط، بل المستهدف هو الإنسان – مطلق الإنسان. والوقوف إلى جانب اللغة الأمازيغية ينبغي أن يندرج ضمن هذا الإطار.
وفي الوقت نفسه نرى أن اختيار اللغة العربية لتكون لغة الرسالة الخاتمة والخالدة أمر ينبغي أن نتوقف عنده مليا. لأن هذا الاصطفاء يدل على أن هذه اللغة تتوفر من الخصائص والسمات ما يمكنها من ملامسة كل آمال الإنسانية وآلامها المختلفة.
فالخلود يشير إلى أن القرآن الكريم قادر على معالجة الانحرافات البشرية في مختلف أطوارها، وكيفما كانت طبيعتها.. وهذا الأمر يتطلب لغة في مستوى القيام بهذه المهمة؛ أي لغة تحمل في بنيتها الداخلية قدرة كبيرة تمكنها من مخاطبة الناس بالمبادئ والرؤى التي تحملها هذه اللغة.
بكلمة أخرى، إن خلود النص القرآني يناسبه لغة في مستوى قدرة هذا النص على الخلود ومعانقة آمال وآلام الإنسانية؛ لأن النص القرآني معني بالإجابة ليس على الأسئلة النابعة من عمق الواقع الإسلامي فحسب، وإنما أيضا على الأسئلة الوجودية التي تؤرق الإنسانية.
وعلاقتنا -نحن المسلمين- المتميزة مع اللغة العربية نابعة من اعتقادنا أن هذه اللغة اصطفاها الله تعالى لتكون لسان الرسالة الخاتمة القادرة على إعادة المعنى لحياة الإنسان وتعميقه في نفسه وسلوكه.
فلا يمكن أن نفصل بين علاقتنا بالإسلام (الدين والرسالة) بخصائصه التي تشير إلى عالميته وخلوده وإنسانيته.. وبين علاقتنا باللغة العربية.. فالفصل مستحيل.. والله أعلم.
كتبه جواد الشقوري كاتب وباحث أمازيغي من المغرب نقلا من موقع اسلام اونلاين.