الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

فلسفة دينية: الإنسان وأبعاد الكون الهائلة.

كتبتُ هذه المقالة الصغيرة على هامش هذا الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=gR9B2DxV3h0

فلسفة دينية:

لي بعض التأملات في موضوع هذا الفيديو:
إنه يبين قيمة الإنسان أو بالأحرى حجمه في هذا الكون.. لا شيء.. أو شيء مثل الصفر.. لا أهمية للإنسان من هذه الناحية، وهذه صرخة بليز باسكال الذي كتب يقول إن ضخامة الكون تخيفه، وإن هذه الأبعاد الهائلة للسماوات والأرض ترهبه.. لذا تحدث الجنسيني -مقابل اليسوعي- باسكال عن "بؤس الإنسان من دون الله". (انظر مقالي عن باسكال وبؤس الإنسان المعاصر بمدونتي: http://ilyassbelga.blogspot.ae/2012/07/blog-post_1511.html 
من أنا في هذه الأبعاد التي لا يتخيلها الإنسان.. هذه الامتدادات النهائية في الزمان والمكان.. ماذا  تشكل الكرة الأرضية في هذا الكون العظيم.. وماذا يشكل عمر الإنسان في هذا العمر الممتد الذي لا تبدو له نهاية من عمر الكون.. لذلك  في أعماقي  لا يمكن أن أن أقابل الكبرياء البشرية  حين ألتقي ببعض صورها في الحياة إلا بالسخرية أو بالشفقة.. الإنسان لوحده ليس عظيما، ولا حتى مهما.. إنه وجود تافه..  إنه الخسران: (والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا  بالحق وتواصوا بالصبر  ).

شيء واحد يغير هذه المعادلة جذريا..  شيء واحد يخرجنا من هذا البؤس ومن هذه الحقائق الكئيبة: الله جل جلاله. حين نستحضر أن الله خلقنا في هذا الكون، وأنه أكرمنا بأشياء  كثيرة أولها أنه أخرجنا من العدم، وأنه سوَّى خلقنا، ورزقنا، وفتح عيوننا وعقولنا على هذا الكون الجميل.. وأنه استخلفنا في الأرض.. هذا يغير من نظرتنا إلى أنفسنا: نحن لسنا ضائعين في هذا الوجود الصامت/العابد في آن واحد.. نحن لسنا تافهين.. ولسنا وحدنا.. رحمة الله تظللنا، وعينه سبحانه ترقبنا.. حتى في هذه النقطة البعيدة في الكون.. على هذه الأرض.. فإن ربنا قريب منّا يرانا ويعرف كل شيء عنّا.. لذلك نؤمن بالله، ولذلك نحب الله: هذا الخالق العظيم الجليل الجميل الكريم اللطيف.. هو الذي جعل لوجودنا الصغير المحدود معنى، وهو الذي يعطي لمستقبلنا بعد الموت أملا.. لذلك فهو سبحانه يستحق منا العبادة.. وما العبادة إلا الاعتراف بفضل الله.. أيضا يستحق منا المحبة.. فلولا أنه يحبنا ما خلقنا ولا أعد لنا هذا الكون الفريد، ولا كان يعبأ بنا أصلا.   لذلك فنحن على ثقة أننا حين سنموت سنرجع إلى  هذا الخالق العظيم، ونحن على يقين أنه سيحسن استقبالنا وأنه سيتجاوز عن قصورنا وغرورنا الطفولي ودعاوانا الحمقاء.. وما أكثرها.. وأننا آنذاك سنجد أجوبة لأسئلة ربما لم نجد لها جوابا في وجودنا الحالي الذي هو وجود عابر.. سنعيش بإذن الله إلى جوار هذا الإله الواحد  الجليل.. إلى الأبد.. عيش كريم في جوار رب كريم..  لذلك نحن من يحتاج إلى الله، بينما  الله لا يحتاج لأحد.. هذه قوة الدين، وهذه عبقرية الإيمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق