الخميس، 10 مايو 2012

علم الباراسيكولوجيا من منظور شرعي

نشر موقع الفقه الإسلامي:
د. بلكا: يكره دراسة علم الباراسيكولوجيا مراعاة للخلاف

جاء في بحث الدكتور إلياس محمد بلكا المنشور ضمن مجلة البحوث الفقهية المعاصرة عدد 77 تاريخ 01/02/2008 والذي تناول فيه  علم الباراسيكولوجيا من منظور شرعي...
انظر أدناه، أو الرابط:

http://main.islammessage.com/newspage.aspx?id=12830
 http://www.islamfeqh.com/News/NewsItem.aspx?NewsItemID=3498


د. بلكا: يكره دراسة علم الباراسيكولوجيا مراعاة للخلاف


جاء في بحث الدكتور إلياس محمد بلكا المنشور ضمن مجلة البحوث الفقهية المعاصرة عدد 77 تاريخ 01/02/2008 والذي تناول فيه  علم الباراسيكولوجيا من منظور شرعي ، وقد جاء فيه: 

الباراسيكولوجيا هو علم دراسة الظواهر غير العادية التي يمكن أن تكون من أثر قدرات بشرية غير معروفة، أو من عمل مخلوقات أخرى عاقلة. وهذه الظواهر لا تدخل في نطاق علم النفس الحديث.
وقد نشأت الباراسيكولوجيا منذ حوالي قرن من الزمان، وتطورت بالبلاد الأنجلوساكسونية خاصة، وذلك بفضل منهج بحث دقيق يستعمل كثيرا الإحصاء، مما سمح بتصنيف الظواهر الغريبة إلى نوعين: ظواهر الاستشفاف ESP، وظواهر التأثير في المادة بغير المادة PK. ومن أبرز أمثلة الظواهر الأولى: ملكة التوقع. لكن يظل الإشكال العام في الباراسيكولوجيا هو عدم قدرتها على تفسير مجمل هذه الظواهر تفسيرا نهائيا، رغم غناها بالنظريات.
ظواهر الباراسيكولوجيا نوعان :
الأول : الاستشفاف والمعرفة بغير الأساليب المعتادة. وهذه الظواهر بدورها نوعان:
1- الرؤية عبر المكان. وفيها: التخاطر عن بعد، والإبصار عن بعد، أو الجلاء البصري. من أمثلة التخاطر أن السيدة " ميلس" كانت تقترح صورا بذهنها فقط، فترسمها سيدة أخرى – هي رمسديم- تبعد عنها بـ: 700 كلم، وكانت رسومها أحيانا دقيقة.
2- الرؤية عبر الزمان: بما فيها العلم بأحداث ستقع في المستقبل.
الثاني: تأثير العقل أو الفكر أو النفس في المادة، (P K ظواهر)، بطريق اللمس أو بدونه. واليوم فإن كلا من ظواهر الاستشفاف والتأثير على المادة ثابتة، وإن كانت الأولى أقوى ثبوتا وأرسخ.
ولتراثنا الإسلامي اهتمام بقضايا الباراسيكولوجيا، ومن ذلك: الكهانة والعرافة، والهاتف، والمحدَّثون. ولذلك نجد أن فكرة وجود ملكة إنسانية للتنبؤ حاضرة في الكتابات الإسلامية القديمة، ويعتبر ابن خلدون من أهم مفكري الإسلام الذين كتبوا في بعض مواضيع الباراسيكولوجيا.
ولعل من أهم ما جاء به هذا التراث في هذا المجال هو تقسيم الكهانة إلى نوعين: الأول بوسيط من الجن، والثاني بمقدرة ذاتية واستثنائية.
لكن الفقهاء اختلفوا في حكم الاتصال بعالم الجن، بعد اتفاقهم على إمكان استخدام الإنسان لبعض الجن. فبعضهم فصّل الحكم بحسب مقاصد المكلف، وبعضهم منع مطلقا سدا للذريعة. ومن أسباب هذا الاختلاف كيفية تعليل النصوص الواردة في إتيان الكهنة، وكذا قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن صياد.
والذي بدا لي أنه يجوز دراسة الظواهر التي تعود إلى موهبة إنسانية خاصة، بل هي دراسة محبذة، أما الظواهر التي يحتمل أن لها علاقة بالجن، فقد تنازعها أصلان: الأول هو أن العلم مطلوب على كل حال، والثاني أن الاتصال بعالم الجن أمر غير مطلوب ولا مرحب به شرعا. ولذلك خرَّجتُ حكم البحث في هذه الظواهر على قاعدة مراعاة الخلاف،  وقلت إن هذا البحث مكروه، لا هو مباح ولا ممنوع.
ثم نبه الباحث على جملة من الضوابط الهامة التي على الباراسيكولوجي المسلم اعتبارها في عمله، ومن أهمها: عقيدة الغيب، والفرق بين المعجزة والظاهرة الغريبة، والالتزام بدلالة النص الشرعي.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق