السبت، 13 أكتوبر 2012

عُمان وقيمة القيم: حوار صحفي.


كتب الأستاذ أحمد الهنائي، الصحفي بجريدة رؤية اليومية، 6 يونيو 2011:
التقينا عدد من الضيوف والحاضرين، لمعرفة انطباعتهم عن الندوة، حيث يقول إلياس بلكا وهو أستاذ مغربي وأكاديمي بجامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة: جاءت هذه الندوة في وقتها تماماً، وفي مكانٍ مناسب للغاية، ذلك أن تنافس العالم اليوم هو تنافس قيم، ولابد للقيم العربية الإسلامية أن يكون لها مكان في هذا التنافس، وعمان، حقاً، دولة جديرة باستضافة هذه الندوة وبهذا الشأن. في وقتنا الحالي الذي أصبح العالم فيه قريةٌ صغيرة، أصبحت الكثير من قيمنا مهددة، فنحن لا نرفض الاندماج في العالم ولا نرفض العيش والمشاركة فيه، إنما نشترط ونربط ذلك بالحفاظ على قيمنا الخاصة وهويتنا العربية، وعمان أمة  تشكلت عبر التاريخ خلال قرون متطاولة، حتى أصبحت ذات إرثٍ حضاري كبير، وأصبحنا اليوم نتحدث عن قيم عمانية خالصة، وهي قيم إنسانية، لكنها تجسدت جيداً وبشكلٍ متفردٍ في عمان كقيمة التسامح وقيمة الكرم وقيمة حب الخير للآخرين، وأنا أوصي العمانيين وأشد على أيديهم في مسألة مهمةٍ للغاية، وهي أن يحافظوا على هذه الخصوصية العمانية، فنحن لا نريد عالماً من شعوب متطابقة متشابهة في كل شيء؛ الجميع يلبس البنطلون والقميص، والجميع يأكل (كنتاكي ومكدونالدز)، والجميع يفكر بنفس الطريقة، نريد تميزاً، في عمان تميز على مستوى الأخلاق وتميزُ على مستوى الطبيعة البشرية وتميزٌ على مستوى الطعام وتميزٌ على مستوى اللباس وتميزٌ على المستوى الحضاري وتميزٌ على مستوى التقاليد، وهذا يغني الإنسانية، لذلك على الشباب العماني أن لا يغتر بالنماذج والعمولة في السلوك والقيم والأخلاق، وأن يعرف ويدرك أنها نماذج ليست نماذجه، إنما هي نماذج غربية دخيلة، وأن يحافظ وينفتح على اللغات الأجنبية، ويدرس آخر العلوم، لكنه يحافظ على خصوصيته العمانية. هناك شيء آخر مهم يتمثل في السؤال لماذا علينا المحافظة على هذا التميز، الجواب يكمن في أن هذا التميز في الخلق والخصوصية والقيم العماني هو الذي يعطي احترام العالم لعمان، ويخلق لها مكانة خاصة، فإذا خسر العمانيون هذه الخصيصة والميزة -وإن شاء الله لن يفعلوا-، يصبحوا بضعة ملايين من الناس في عالم فيه ستة مليار، فما الذي سيميزهم عن الآخرين، لا شيء، سيصبحون أنفسهم، متشابهين في كل شيء.
وحول الندوة يقول الدكتور إلياس: الندوة شاملة، تتناول موضوع الأخلاق في جميع الاتجاهات، أخلاق المجتمع وأخلاق الأفراد والقيم التعليمية والقيم السياسية والقيم التربوية والقيم الاجتماعية، ثم أن المشاركين فيها أناس متخصصون أعدوا للندوة إعداداً جيداً، كما أن إشهار الندوة كان جيداً، ونقل الحلقات في وسائل الإعلام هذا أمرٌ مفيد جداً. الندوة ناجحة ولله الحمد، بالخصوص في هذا الوقت الذي اهتزت فيه مجموعة من القيم.
أنهى إلياس حديثه قائلاً: موضوع القيم موضوع واسع، يستحيل تناول جميع القضايا والمسائل فيه خلال ندوةٍ واحدة مهما توسعت وتشعبت، ذلك أن الندوة تراعي ألا تطول الجلسات فيها ولا تكثر، ولذلك فإني أتمنى من اللجنة المنظمة أن توضع جميع أوراق الندوة وأعمالها في إنتاج (كتاب). مع التذكير أنه في الغرب الآن توجد عودة قويةٌ إلى القيم، الآن الجميع يتكلم عن قيم الاقتصاد وقيم السياسة، سابقاً يقولون أن السياسة لا تعرف القيم، والآن يقولون يجب على السياسيين أن يتحصنوا بالقيم، وفي الاقتصاد نجد أن أسباب الأزمة المالية العالمية تتمثل في غياب القيم، ذلك أنه أصبحت سرقات وغش. وأخيراً أشعر بالسعادة البالغة أن أقول أن ما قدم من إعداد لهذه الندوة هو مجهود وافرٌ وجيد، ويحسب لسلطنة عمان ولوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الخاصة هذا العمل الراقي والأخلاقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق