الأربعاء، 4 يوليو 2012

سلسلة التعريف بالمسيحية وفكرها (7):الهرطقة في تاريخ المسيحية. إعداد: أحمد ولد الحامد.


 سلسلة التعريف بالمسيحية وفكرها (7):
 الهرطقة في تاريخ المسيحية.
إعداد: أحمد ولد الحامد.



ماستر : الدراسات السامية ومقارنة الأديان
تمهيد
من المعروف لدى الكثير ان فهم اسرار اي علم يتطلب تحصينا وتعميقا وإبحارا وشكا وتنقيبا.، وانا خلال إنجازي لهذا البحث لم اقم سوى بجمع معلومات،  ذلك أنى كنت بمنأى عن هذا الميدان.
لم اتمكن بعد من فهم هذه الديانة المتشعبة والمعقدة ،
فتشابك وتعقيد ذلك الميدان الديني  يتجلى حين يتعلق الأمر بالهرطقات التى نشأت فى المسيحة  ومدى صلابة العقيدة المسيحية وهشاشتها فى وجه تلك الزندقات كما يحلو للبعض ان يسميها.
لكنى وقفت على شيء مهم وهو مواطن الكتب والمصادر المهمة التى انوي مطالعتها على أفهم المبادئ الأساسية المكونة للفكر المسيحي بشكل معمق ومن ثمة يتسنى لى استنباط فكر منه.
آمل ان  اكون  قد قدمت من خلال هذا العرض فكرة  عن الهرطقات التى  عرفتها المسيحية.
وحسبى ذلك.
فى هذا العرض تتبعت التصميم التالى :
المبحث الأول - مدخل لفهم الهرطقة
المطلب الأول  : مفهوم الهرطقة
المطلب الثانى :أنواع الهرطقات

المبحث الثانى- أهم الهرطقات
المطلب الأول :  بـــــدعة اريوس
المطلب الثانى  : بدعة مكدونيوس
المطلب الثالث :  بدعة نسطور
المطلب الرابع : بدعة طومس لاون
المطلب الخامس:  بدعة انبثاق الروح القدس
تلــــــــــخيص
قائمة المراجع
I المبحث الأول - مدخل لفهم الهرطقة

1- المطلب الأول : مفهوم الهرطقة

الهرطقة  كلمة دخيلة على اللغة العربية من اللغة اليونانية بمعنى انتقاء او انتخاب لرأى ما مع تفضيله على غيره من الآراء وهي بالإنكليزية Heretic  وبالفرنسية Hérésie ، وكانت تستعمل للدلالة على مذهب من المذاهب الفلسفية او مدرسة فكرية كما حدث عند اليونانيين المتأخرين وكذلك عند الرومان.
اما فى مجال الدين فأصبحت تطلق على الفرق والطوائف الفكرية المختلفة داخل الدين الواحد واصبحت تعنى الشقاق المخالف للتعليم الرسولى واصبحت الهرطقة جريمة شنعاء يعد مؤسسها او المنتمى اليها عدوا للة والكنيسة إلا انها فى نظر ممارسيها فضيلة وتصور بنا ومفيد لتطور المسيحية بل إنهم يعتبرون مخالفيهم مهرطقين.
لا يصفُ من يُعَدُّون هراطقة آراءهم على أنها هرطقات، فمثلا يرى المسيحيون اللاتين الكاثوليك أن البروتسنتية هرطقة، بينما ترى جماعات غير كاثوليكية أن الكاثوليكية هي الردة العظيمة.
و على النحو المقابل فإن من يوصفون بأنهم هراطقة يرون أنفسهم على أنهم إصلاحيون أو مجددون أو أنهم ينقون العقيدة و يخلصونها مما شابها، أو أن فهمهم لها لهو الفهم الأصلي الذي انحرفت عنه الجماعة التي تصف ذاتها بأنها أرثوذكسية.
ولقطع الطريق على الهرطقات تم إنشاء دستور هـذا الدستور ( القانون ) للإيمان وُضع عـلى مراحـل حسب ظهـور الهرطقات واضطـرار الكنيسة للدفاع عـن إيمانها...
وقـد سُمّى بالنيقاوى القسطنطينى لأن قسمـًا منه وُضع فى المجمـع المسكونى الأول الذى انعـقد السنة الـ 325 فى نيقـية...
ثم اُكمـل فى المجمـع المسكونى الثانى الذى انعـقد السنة الـ 381 فى القسطنطينية...

منذ العـهد الرسولى تضمنت العبادة المسيحية الاعتراف العـلنى ببعـض عـناصر مقـومات الإيمان وخاصة عـند الاستعـداد لسرّ المعـمودية وإقامته...

ويوصف أصحاب الأفكار المخالفة لتصور البابوات بهراطقة بصفات أهمها :

1- سالكون حسب الجسد.
2- يستهينون بالسيادة.
3- جاهلون .
4- محبون للذة.
5- خادعون للنفوس.
6- محبون لاجرة الاثم.
7- عقماء.
8- ضلوا الطريق.


من أشهر الهراطقة نذكر :

1-سيمون .                                2-كيرنثوس.
3-نيقولاوس.                              4-امونيوس السقاص.
5-باسيليدس.                              6-كربوكراس.
7-بولس السيموساطى.                 8-أريوس.
9-مكدونيوس.                             10-ميلتس.
11-نسطور.                                12-اوطاخى.
13-ابوليناريوس.

2- المطلب الثانى :  أنواع الهرطقات

* هرطقات روحية اخلاقية:

أ-تعليم بلعام بن بعور.                                .
ب-بدعة النيقولاوين

* هرطقات لاهوتية ايمانية:

أ-بدعة اريوس : انكار ازلية  السيد المسيح
ب-بدعة مقدونيوس: انكار لاهوت الروح القدس.
ج-بدعة نسطور: انكار ان تسمى العذراء بوالدة الالة.
د-بدعة اوطاخى : ذوبان الطبيعة البشرية فى الطبيعة الالهية
و-بدعة انبثاق الروح القدس:من الاب والابن.

- أضرار الهرطقة فى نظر المسيحيين :
أ-الاضرار الفردية:
1-الضربات التى تصيب من احل لنفسه ان يزيد على اقوال الله .
2-الحرم من شركة الكنيسة.
3-الدينونة والهلاك السريع.

ب-الاضرار الاجتماعية:
1-انقسام الكنيسة وتفرق الكلمة
2-صرف جهود الكنيسة.
3-عثرة الضعفاء والبسطاء.
4-تعطيل رسالة الكنيسة من كرازة .
5-تعطيل الفكر الواحد.
6-سبب للحزن والكراهية.

ج-الاضرار السياسية:

1-اعطت الفرصة للخلط بين السياسة والدين.
2-اعطت الفرصة لتدخل الملوك والاباطرة فى شؤون الكنيسة.
3-سببت الاضطهادات.

د-الاضرار العقيدية:
1-ثورة على الدين ومحاولة بشرية لطبع الدين بطبع النقص البشرى.
2-اهانة للذات الالهية اذ جعل العقول البشرية الحق فى قياس الامور الالهية.

7- نفع الكنيسة من الهرطقات

أ-التئام وحدة الكنيسة  فى المجامع المسكونية.
ب-ايضاح الحقائق الايمانية.
ج-ظهور ابطال للإيمان.
د-ازدياد الثروة الادبية  اللاهوتية للكنيسة من الردود اللاهوتية على الهرطقات.

II- المبحث الثاني أهم الهرطقات

1- المطلب الأول :  بـــــدعة اريوس

اولا : مقدمة عنها

1.الاريوسية هى بدعة ظهرت فى القرن الثالث الميلادى وبالتحديد عام 318 م على يد كاهن بالإسكندرية يدعى اريوس فى عهد البابا الكسندروس البابا ال19من بابوات الكرسى السكندرى.

2.بدعة اريوس تنحصر فى قضيتين بخصوص طبيعة السيد المسيح الإلهية (الابن) وهم:
أ-إن الابن ليس أزليا مع الأب.
ب-إن الابن كائن مخلوق.

الفكــــــــــر الاريوسى

بخصوص طبيعة السيد المسيح (الابن) :

1- إن الابن ليس أزليا مع الأب وقد بنوا هذه النظرية على:

التمسك الشديد بوحدانية اللة وحدانية مطلقة وان هناك هوة عظيمة لا نهائية تفصل بين الله والناس ،ولقد أراد الله ان يخلق العالم ولكنه بمقتضى طبيعته لا يمكنه آن يخلق الكون المادي مباشرة ولذلك فقد خلق اللوغوس لهذا الغرض بصفته ابنا له.

2- أن الابن كائن مخلوق وقد بنوا نظريتهم على فكرتين:

أ-أن كان المسيح ابن الله فهو متأخر فى الوجود عن الله.
ب-أن الأب منفرد  انفرادا تاما ، كما أنة روحاني روحانية مطلقة وذلك يتعارض مع آن يكون أن الابن قد وجد من جوهر الأب وانما وجد بعملية خارجية محدودة او بفعل صادر عن إرادة الأب ،وعلى ذلك فلقد كان الأب وحدة هو الموجود أولا ثم بعد ذلك اوجد الابن من العدم.وعلى هذا الأساس بنى الأريسيون عقيدتهم فى المسيح وساقوا فى تأييد عقيدتهم كل نصوص الكتاب المقدس التى تبدوا أنها تضمن اعتباران عقيدتهم.
ولهم منهج ثابت فى التفكير وهو:

1- إخضاع علوم اللاهوت لعمليات التفكير الفيزيقي الرياضي
2- تفسير الكتاب المقدس تفسيرا نقديا
3- تحويل علم اللاهوت الى علم بالمصطلحات والمواصفات الفنية أي اصبح علم يمكن استنباطه في القياس وما لا يمكن استنباطه.
4- إخضاع المسيحية للمنطق والفلسفة.

وأخطار الآريوسية ومضارها العقيدية فى نظر البعض :

1- تصور الله تصورا خاطئا.
2- إنكار الوحي الإلهي.
3- إنكار معرفة الابن معرفة جوهرية عن الأب.
4- هدم عقيدة الفداء والكفارة.

ثانيا : طرق مواجهتها من الكنيسة

1- انعقد مجمع مكانى عام 321 م بمدينة الاسكندرية لمحاكمة اريوس والرد على بدعته أعلنوا تجريدة من الكهنوت.
2- وانعقد مجمع مسكونى فى نقية عام 325 م من 318 أسقفا أى سدس أساقفة العالم المسيحى أنذاك وقد اقر المجمع ما يلى :

قانون الأيمان الذى وضعة اثناسيوس شماس البابا الاكسندروس السكندرى ينص على : ''بالحقيقة نؤمن باله واحد الله الاب ضابط الكل خالق السماء والارض ما يرى وما لا يرى نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود قبل كل الدهور نور من نور اله حق من اله حق مولود غير مخلوق واحد مع الاب فى الجوهر الذى به كان كل شيى الذى من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تانس وصلب عنا فى عهد بيلاطس البنطى تألم ومات وقبر وقام من بين الاموات فى اليوم الثالث كما فى الكتب وصعد الى السموات وجلس عن يمين أبيه وأيضا يأتى فى مجده ليدين الاحياء والاموات الذى ليس لملكه انقضاء . ثم حرم اريوس ونفيه''.

3- وقد صدر سنة 428 م فى عهد ثيودسيويوس الثانى قانونا يقضى باستئصال الاريوسية فى كل انحاء الامبراطورية الرومانية.



ثالثا : الكنائس التى تؤمن بالبدعة الاريوسية

1- المشكلة الاريوسية لم تنته بذلك وصارت لها ذيول أزعجت الكنيسة وقتا طويلا بعد مجمع نيقية، وقد امتدت الاريوسية حتى ألان بطرق عديدة نذكر منها:
أ- تأليف الأغاني الشعبية لنشر تصورهم فى كل مكان منذ القرن الرابع الميلادى،
ب- رواج البدعة بتأثير اليهود لأن عقلية اليهود يمكنها تقبل الأفكار الاريوسية لما فيها من قوة الاعتقاد فى  وحدانية الله وإنكارها لاهوت السيد المسيح.

2- وبقت لها ذيول فى اسبانيا والولايات الجرمانية حتى القرن السادس.

3- السيطرة على كراسي الاسقفيات الهامة برسامة أساقفة تتبع العقيدة الاريوسية ونجحت هذه السياسة نجاحا تاما فى بلاد الشرق الأقصى وشمال العراق حتى ظهور النسطورية وسيطرتها على تلك الكنائس .

4- حاليا ظهرت بشكل جديد فى القرن التاسع عشر الميلادى فى شكل طائفة بروتستانتية تدعى شهود يهوه وتنشر الفكر الاريوسى فى كل العالم المسيحى.

رابعا : الكنائس التى لا تؤمن بالبدعة الاريوسية

أ-جميع الكنائس الرسولية وهي:

1-عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية اللاخلقيدونية القديمة
2-عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية الخلقيدونية
3-عائلة الكنيسة الكاثوليكية الغربية الخلقيدونية

ب-جميع الكنائس البروتستانتية فى العالم

2- المطلب الثانى :  بدعة مكدونيوس

اولا مقدمة عنها :

أ- مكدونيوس كان من اتباع البدعة الاريوسية وتمكن بواسطة نفوذ الاريوسيين عند قسطنس قيصر من رسامتة بطريركا لكرسى القسطنطينية سنة 343  م

ب- وكان يضطهد اتباع بولس البطريرك الشرعى المعزول وثار الشعب ضده

ج- ثم غضب منه الامبراطور وطرده من كرسيه سنة 360 م
د- فنشر بدعة ضد لاهوت الروح القدس واستمرت بعد موته
هـ- كان تلميذه مارانتيو اسقف نيقوميديا اخص القائمين بنشرها.\
و- و كان الناس يسمون اصحاب تلك البدعة " اعداء الروح القدس"

فكر مكدونيوس بخصوص طبيعة الروح القدس :

1- كان يعلم تعاليم اريوسية لما كان اسقفا .
2- ولكن بعد ان ابعد عن الاسقفية بدأ ينادى ببدعة غريبة وهى "ان الروح القدس عمل الهى منتشر فى الكون وليس اقنوما متميزا عن الاب والابن بل هو مخلوق يشبه الملائكة ولكنة ذو رتبة اسمى"

ثانيا طرق مواجهتها من الكنيسة:

1- لما رجع البابا اثانسيوس من منفاة  سنة 362 م عقد مجمعا بالإسكندرية شجب فيه هذه البدعة  وتبعة بعض الاساقفة فشجبوها

2- ولما وصل خبرها الى مسامع ثيودوسيوس قيصر امر بانعقاد مجمع القسطنطينية سنة 381 م اجتمع 150 اسقفا شرقيا فحكموا على مكدونيوس وقضى المجمع بسلطانة على تلك البدعة.

3- اضاف المجمع تكملة لقانون الايمان الذى اصدره مجمع نيقية لإثبات لاهوت الروح القدس وهى:  " نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيى المنبثق من الاب الذى هو مع الاب والابن يسجد له ويتمجد الناطق فى الانبياء وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ونترجي قيامة الاموات والحياة الجديدة فى العالم الآتى، آمين."

ثالثا الكنائس التى تؤمن بالبدعة المكدونية:

لا يوجد سوى الطوائف التى ولدت فى كنف البروتستانتية مثل شهوه يهوه الذين يؤمنون ان الروح القدس هو قوة الله فقط.

رابعا الكنائس التى لاتومن بالبدعة المكدونية:

أ- جميع الكنائس الرسولية وهم:

1- عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية اللاخلقيدونية القديمة
2- عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية الخلقيدونية
3- عائلة الكنيسة الكاثوليكية الغربية الخلقيدونية

ب- جميع الكنائس البروتستانتية فى العالم

المطلب الثالث :  بدعة نسطور

اولا مقدمة:

1- ولد  نسطور بجرمانيقية المعروفة الان بمرعش فى سورية واظهر فى مبدأ امره غيره ضد الاريوسيين.
2- ارتقى الكرسى القسطنطينى وحارب جميع الهرطقات التى كانت موجودة فى عصره
3- وراح ينادى ببدعة جديدة هى:"ان مريم لم تلد الاها ،بل ما يولد من الجسد ليس الا جسدا ، وما يولد من الروح هو روح ،وان الخليقة لم تلد خالق، بل ولدت انسانا هو آلة اللاهوت".

ثانيا الفكر النسطورى:

1- رفض عقيدة الاتحاد حسب الطبيعة :أى رفض الاتحاد بين اللاهوت والناسوت.
2- اعتبار العلاقة بين اللاهوت والناسوت هى اتصال وليس اتحاد.
3- اعتبار ان الكلنة هو ابن الله ، وان يسوع هو ابن العذراء مريم ،والتعليم بابنين وبأقنومين (ابن الله - ابن الانسان.)
4- اعتبار ان الانسان يسوع مختار من الكلمة وقد انعم علية الكلمة بكرامته  والقابة ولذلك نعبده معه بعبادة واحدة.
5- رفض تسمية السيدة العذراء والدة الالة ويسميها " ام المسيح" يرفض "ثيئوتوكوس" وينادى ب"خرستوطوكوس" (والة المسيح الانسان)
6- رفض الاتحاد الاقنومى.

الرد على الفكر النسطورى :

الايمان الصحيح بشأن طبيعة السيد المسيح حسب تعاليم البابا كيرلس عمود الدين:
1- ان الرب يسوع كاملا فى لاهوته وكامل ايضا فى ناسوته وان اللاهوت والنلسوت متحدان اتحادا حقيقيا تاما فى الجوهر وفى الاقنوم وفى الطبيعة من غير انفصال وبدون امتزاج او تغير.
2- ان الاقنوم الثانى فى الثالوث المقدس اتخذ من السيدة العذراء جسدا بشريا ونفسيا انسانيا ناطقة كاملة وان المولود منها هو الالة الذى لة طبيعة واحدة متجسدة لها صفات وخصائص الطبيعتين معا.

ثانيا طرق مواجهتها من الكنيسة:

1- ارسال اساقفة الكنائس الرسولية رسائل لتوضيح الايمان له

2- عقد البابا كيرلس السكندرى مجمع مكانى بالاسكندرية حرم بدعة نسطور وحرمه

3- وضع البابا كيرلس تحريمات اثنى عشر

4- عقد ثيودوسيوس قيصر مجمعا مسكونى فى افسس سنة431 م حضرة مائتين اسقفا برئاسة البابا كيرلس السكندرى وحكم المجمع بما يلى:

أ- حرم نسطور ونفيه الى ديره ثم نفيه الى اخميم بمصر حيث مات بها.
ب- وضع مقدمة قانون الايمان وهى:

" نعظمك يا ام النور الحقيقى ونمخدك ايتها العذراء القديسة والدة الاله لانك ولت مخلص العالم أتى وخلص نفوسنا المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح فخر الرسل اكليل الشهداء تهليل الصديقين ثبات الكنائس غافر الخطايا نكرز ونبشر بالثالوث المقدس لاهوت واحد نسجد له ونمجدةه يارب ارحم يارب ارحم يارب بارك آمين."

5- امر الامبراطور بحرق جميع مؤلفات نسطور وقمع البدعة النسطورية من جميع انحاء الامبراطورية

6- تم خلع عدد كبير من الاساقفة الذين يؤمنون بالنسطورية ونفوا من كراسيهم

ثالثا الكنائس التى تؤمن بالبدعة النسطورية :

1- وضع الاساقفة النسطوريون المنفيون من كراسيهم اساس الكنيسة النسطورية الشرقية.
2- وقد وجدوا ملجا لهم فى مدرسة أدسا  التى اعتبرت من اعظم المراكز اللاهوتية فى بلاد ارمنيا وسوريا  وفارس  وكان رئيسها هوايباس  من تلاميذ ثيودوروس  ونسطور.
3- واغلق الامبراطور زينون مدرسة أدسا سنة 489 م ولكنهم انتقلوا الى نيسيبس .
4- نال النساطرة مساندة ملوك الفرس.
5-  انتشرت النسطورية من بلاد فارس الى:

أ- الهند
ب- الصين
ج- الجزيرة العربية
د- الشرق الاقصى

6- وكان لهم بطريرك كاثوليكوس يقيم فى بغداد وله فى القرن الثانى عشر الميلادى نحو خمسة وعشرون مطرانا

7- وظل النساطرة يتمتعون بحماية الخلفاء فى بغداد ولكن التتار اضطهدوهم وقضوا على معظمهم فى القرن الرابع عشر.

8- ولازال هناك اقلية نسطورية تسكن جبال كوردستان بالعراق وينقسمون الى:

أ- الكنيسة الاشورية النسطورية الكوردية: اماكن تواجدهم: العراق - ايران – شيكاغو.
ب - انضم جزء منهم الى الكنيسة السرانية اللاخلقيدونية سنة 1958 م

رابعا الكنائس التى لاتومن بالبدعة النسطورية :

أ- جميع الكنائس الرسولية وهم:
1- عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية اللاخلقيدونية القديمة
2- عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية الخلقيدونية
3- عائلة الكنيسة الكاثوليكية الغربية الخلقيدونية
ب- جميع الكنائس البروتستانتية فى العالم


المطلب الرابع :  بدعة طومس لاون

اولا مقدمة:

ظهرت هذه البدعة نتيجة محاربة البدعة النسطورية وتحمس اوطاخى لعبارة " طبيعة واحدة بعد الاتحاد"ولكن اوطاخى  ندى باندماج الطبيعة الناسوتية فى الطبيعة الالهية. وعقد مجمع افسس الثانى  لمحاكمته وعقد مجمع خلقيدونية سنة 451 ضد تعاليمه ولكن المجمع اقر تعاليم جديدة ضد طبيعة السيد المسيح وهى ما سميت بطومس لاون.

ثانيا فكر البدعة

1- ان هناك طبيعتين فى المسيح بعد الاتحاد :طبيعة لاهوتية تعمل ما يختص بها ،وطبيعة ناسوتية تعمل ما يختص بها.
2- أى ان المسيح  اقنوم واحد وطبيعتان ومع ان هاتين الطبيعتين قد اتحدا بالحقيقة اتحادا سريا فى اقنوم واحد لكنهم ظلتا متميزين وكل منهما احتفظت بخصائصها وخصائص كل طبيعة منهما تختص بذات الاقنوم الواحد وتنسب بحق الية.

ثانيا طرق مواجهتها :

1- اعلن كرسى الاسكندرية  رفضة للبدعة على يد البابا ديسقورس فى مجمع خلقيدونية
2- اعلن كرسى انطاكيا للسريان  والكنيسة الأرمنية رفضها القاطع لهذه البدعة
3- اعلنت الكنائس الرافضة لهذه البدعة انفصالها عن شركة الكنائس التى توافق به واعلنت رفضها لقرارات المجمع الخلقيدونى
4- سعت الكنائس اللاخلقيدونية الى عقد حوارات لاهوتية مع الكنائس الخلقيدونية لتوضيح حقيقة طبيعة السيد المسيح وتم الاتفاق المشترك على تفسير طبيعة السيد المسيح بمايلى:

" نؤمن ان ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الكلمة (اللوجوس) المتجسد هو كامل فى لاهوته وكامل فى ناسوته وانه جعل ناسوته واحدا مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغير وان لاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين وفى نفس الوقت نحرم تعاليم كل من نسطور واوطاخى"

غير ان الخلقيدونيين غير ملتزمين بهذه الاتفاقية ولا يقومون بتنفيذها!

ثالثا الكنائس التى تؤمن بالبدعة:

1- عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية اللاخلقيدونية القديمة
2- عائلة الكنيسة الكاثوليكية الغربية الخلقيدونية
3- جميع الكنائس البروتستانتية فى العالم

رابعا : الكنائس التى لاتومن بالبدعة

1-   عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية الخلقيدونية


المطلب الخامس :  بدعة انبثاق الروح القدس

اولا مقدمة عن البدعة:

1- حدد قانون الايمان طبيعة الروح القدس وذكر موضوع انبثاق الروح القدس  الرب المحيى المنبثق من الاب.
2- وعاشت الكنيسة فى الشرق والغرب على هذا الايمان تردده فى صلواتها بقانون الايمان كما حدده مجمع نيقية واكمله مجمع القسطنطينية.
3- فى القرن السادس بدأت محاولات ادخال اضافة الى قانون الايمان فيما يتعلق بانبثاق الروح القدس باضافة "والابن"بعد كلمة "الاب"
4- بدأت هذه المحاولات فى اسبانيا عام 589 فى مجمع مكانى هو مجمع توليدو الذى اقر هذه الاضافة.
5- ومن اسبانيا انتشرت الى فرنسا ثم المانيا وعقد الامبراطور شارلمان مجمع فى فرانكوفورت عام 794 اقر البدعة واعتبر البيزنطيون هراطقة لعدم قبولهم هذه الاضافة.
6- من عام 1014 تمت تلاوة قانون الايمان فى روما مع اضافة كلمة"والابن" .
7- أدى ذلك الى التوتر فى العلاقات بين كرسى روما  وكرسى القسطنطينية.

فكر البدعة

ان الروح القدس منبثق من الاب والابن

ثانيا طرق مواجهتها :

1- اعلنت روما رفضها للبدعة على يد البابا ليو الثالث عام 808 الذى وجه رسالة لشارلمان معلنا رفضه لأية اضافة لقانون الايمان.
2- واعلن كرسى القسطنطينية رفضة القاطع لأية اضافة لقانون الايمان.
3- فى عام 1054 ارسل البابا ليو التاسع وفدا الى القسطنطينية لمقابلة البطريرك ومناقشة الخلاف على اضافة كلمة " "الابن" على قانون الايمان

ولكن المناقشات انتهت بتبادل الصراعات بين الجانبين وقطع الشركة بين كرسى روما وكرسى القسطنطينية!

ثالثا الكنائس التى تؤمن ببدعة انبثاق الروح القدس من الاب والابن:

1- عائلة الكنيسة الكاثوليكية الغربية الخلقيدونية
2-جميع الكنائس البروتستانتية فى العالم

رابعا : الكنائس التى لاتومن ببدعة انبثاق الروح القدس من الاب والابن:

1- عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية اللاخلقيدونية القديمة
2- عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية الخلقيدونية

خـاتمة

خلال هذا العرض الوجيز خرجنا بعدة ملاحظات نراها اساسية لفهم تاريخ الهرطقة فى المسيحية ومن ثمة فهم الصراع العقائدي  الذى عرفته المسيحية ولا تزال تعيش على ضرامه فى عصرنا اليوم.
ان الإشكالات الفلسفية ظلت هي جوهر الهرطقات وبالتالى فإن الحديث عن الرب وفق التصور الفلسفي  يظل موضوعا شائكا وقابلا لظهور من جديد.

بعض المـــــــــــــــــــــــــــراجع :

تاريخ الكنيسة ، يوسابيوس القيصرى
تاريخ الكنيسة ، القس منسى يوحنا
تاريخ الكنيسة ، المؤرخ سوزومين
تاريخ الكنيسة المسيحية ، المؤرخ فيليب تشاف
إبراهيم الحيدري أستاذ وباحث في علم الاجتماع مقيم في لندن
دراسات معاصرة في العهد الجديد والعقائد النصرانية تأليف الدكتور محمد على البار دار القلم دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق