الأحد، 15 يوليو 2012

سلسلة التعريف بالمسيحية وفكرها (8):التعريف بالأناجيل المنحولة..إعداد: مصطفى العلام.

 مصطلح الأناجيل المنحولة وضعه الكاثوليك الذين رفضوا بعض الأناجيل في حين اعترفوا بأخرى. فإنجيل برنابا مثلا منحول في اعتبارهم. لذلك ينبغي وضع صفة الانتحال هنا بين قوسين...
التعريف  بالأناجيل المنحولة
                 
إعداد:  مصطفى العلام                    
مقدمة : الإنجيل ــ المصطلح
كلمة إنجيل ايوانجليون اليوناني تدل على البشرى أو البشارة التي حملها يسوع إلى
 الناس، إذ جاء ليخلّصهم من الخطيئة وينشئ ملكوت الله في الأرض. إلى هذا المعنى  كذلك أشار الملاك بقوله للرعاة في ليلة الميلاد(لا تخافوا ها أنا أبشركم بخبر عظيم يفرح له كل الشعب: ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب) لوقا 2-10  
من الثابت أن يسوع   المسيح لم يكتب شيئاً ولم يترك للناس من بعده كتاباً أوحي به إليه من السماء.  ترك ذاته بين الناس ــ سيرةً وتعليماً وحياةً…- بشرى ومحبة الله .
يشمل إنجيل يسوع البشرى الإلهية وفيها ميلاده ومعجزاته وتعليمه وأعماله  وآلامه و"موته" وقيامته وصعوده. وهذا كله في إنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا..
وكل هذه الروايات الأربع تتفق على شيء واحد وهو تخليص الناس من الخطيئة
ولا تختلف إلا في العرض، كالإنشاء والأسلوب والترتيب وفيها ما ذكره الأربعة
 و فيها ما ذكره ثلاثة منهم، وفيها ما انفرد بذكره واحد منهم.
وكلمة إنجيل في استعمالها التاريخي مرت بثلاث مراحل:
-في كتابات المؤلفين اليونانيين القدامى: وكانت تعني المكافأة على نقل أخبار. 1
-في كتابات المؤلفين اليونانيين المتأخرين2
-وأخيرا في مدلولها الحالي .3
-1الأناجيل المنحولة: تقسيماتها وبعض مضامينها:
إنّ هذا النمط من الكتابات المنحولة يحدِّد بالقياس على النموذج الذي تجسّده الأناجيل القانونيّة، أي الأقوال والرّوايات عن حياة يسوع وأعماله وتعليمه، التي نقلت في البدء شفهيّاً ثمّ جمعها كاتب، في إطار من التفكير اللاهوتيّ الجماعيّ. إلاّ أنّ هذا النمط إن كان محدداً هكذا بالمحتوى والصيغة فإنّ لفظة "إنجيل" اليونانيّة التي استعملت أصلاً للتعبير عن إعلان البشرى المسيحيّة، كانت وما زالت تستعمل في منتصف القرن الثاني بهذا المعنى، الإعلان، حين راح البعض يطلقون لفظة "إنجيل" على الأسفار التي كانت تحتوي على مضمون هذا الإعلان.
نورد في ما يلي ما في نمط الأناجيل المنحولة من فئات ونجملها في خمس:
1. الأناجيل التي تتبع تقليد الأناجيل الإزائّية وتستقي من مصدرها عينه معيدة صياغتها. ينتمي إلى هذه الفئة "إنجيل بطرس" و"الإنجيل بحسب العبرانييّن" أو النصارى، و"إنجيل الإبيونيّين".
2. الأناجيل النصرانيّة
Judeochretiens.  ينتمي إلى هذه الفئة "الإنجيل بحسب العبرانيّين" أو النصارى، و"إنجيل الإبيونّيين". إنّ هذين الإنجيلين قريبان من إنجيل متّى ويحتفظان بتقاليد يهوديّة أو صادرة عن شيع نصرانيّة.
3. الأناجيل "غير الصحيحة أي غير قويمة الرأي" التي تسعى إلى تبرير تعاليمها المخالفة لتعليم الكنيسة أو المبتعدة عنها. ينتمي إلى هذه الفئة التيّار الغنوصيّ خصوصاً. ولقد عُثر في نجع حمادي بمصر على عدد كبير من الأناجيل وعلى إنجيل توما وإنجيل برثلماوس.
4. الأناجيل التي تدعي تكميل الأناجيل القانونيّة والتي حفز على كتابتها ظمأُ التقوى الشعبيّة إلى مزيد من المعرفة، والرغبة في توضيح أمور لاهوتيّة حتى في أدق التفاصيل. تناولت هذه الفئة من الأناجيل خصوصاً ما سكتت عنه الأناجيل القانونيّة، أي أصل يسوع ومولده وطفولته، فكان لها أهداف لاهوتيّة إذ إنّها تشير إلى ألوهية الطفل، وبتوليّة مريم قبل الولادة وفيها وبعدها. ومن أبرز هذه الأناجيل: "إنجيل يعقوب الأوّل"، و"إنجيل الطفولة" بالعربيّة، و"الإنجيل المنسوب إلى متّى" و"إنجيل الطفولة لمتّى".
ولقد تركت هذه الأناجيل أثراً كبيراً في الليتورجيّا والفنّ والتقوى الشعبيّة. فهي، على سبيل المثال، تطلعنا على "والدي" مريم يواكيم وحنّة (بحسب بعض الاعتقادات المسيحية)، وتحدّثنا عن الثور والحمار في المغارة، وتحدّد عدد المجوس واسمهم... وإنّ هذه الروايات ما زالت جارية إلى أيّامنا.
أمّا الأناجيل التي حاولت تكملة روايات آلام المسيح فإنّها أقلّ عدداً لأنّ الأناجيل القانونيّة تتوسّع في رواية الآلام. وتذهب المخيّلة الشعبيّة والاهتمامات اللاهوتيّة معاً إلى الحديث عن الأشخاص الآخرين المعنييّن، وإلى الحديث عن نزول المسيح إلى الجحيم. تنتمي إلى هذه الفئة "أعمال بيلاطس" و"إنجيل نيقوديمُس"، و"إنجيل برثلماوس" و"إنجيل غمالئيل".
وتدّعي هذه الأناجيل أيضاً تكملة أحاديث وتعليمات يسوع لتلاميذه بعد القيامة بحوارات للمخلّص تأخذ هيئة أحاديث يشوبها النّمط الرسائلي والعناصر الرؤيويّة. ينتمي إلى هذه الفئة
Freer-Logion، و"رسائل الرّسل" و"رسالة يعقوب" ورؤياياه الاثنتان.
أخيراً مجموعة من مقاطع متفرّقة من الأناجيل، في مخطوطات مختلفة، لا تنتمي إلى أيّة فئة، من مثل الأقوال غير المكتوبة التي تؤلّف عناصر منفردة مبعثرة من التقليد الشفهيّ لأقوال يسوع.
هذه هي الموادّ التي بين أيدينا من هذا النمط من الأناجيل المنحولة. إلاّ أنّا نجد في الأدب المسيحيّ القديم دلائل تشير إلى وجود موادّ أخرى كثيرة لم نعثر عليها بعد.
وفي ما يلي نعرض أهمّ هذه الأناجيل المنحولة: إنجيل يعقوب الأول-إنجيل توما-
إنجيل نيقوديمس-انجيل العبرانيين-انجيل بطرس-انجيل الإبيونيين-انجيل المصريين-انجيل برثلماوس-انجيل متيا-انجيل فيلبس-انجيل برنابا-رواية يوسف النجار-انجيل أندراوس-رسالة الرسل أو أحاديث يسوع مع رسله بعد القيامة.
وهذه بعض مضامينها:

إنجيل توما: يجعل المسيح خليقة متفوقة ويأخذ بمبدأ الغنوصية.

إنجيل يعقوب: يعود إلى القرن الثاني ويسرد سيرة العذراء من مولدها المعجز الى ولادتها.

إنجيل يوسف النجار: ويعود إلى القرن الرابع أو الخامس ويسرد على لسان المسيح سيرة

مريم قبل "زواجه منها" وبعده إلى يوم وفاته.

إنجيل المصريين: يعود إلى القرن الخامس وهو يسرد الخوارق التي رافقت مولد المسيح

وهربه إلى مصر ونشأته هناك وعودته إلى فلسطين حتى بلوغه الثانية عشرة من عمره.

ويدعو إلى الزهد المطلق ويحرم الزواج.

إنجيل انتقال مريم: يعود إلى القرن الرابع أو الخامس وهو يروي موت مريم وتنادي

الرسل من الدنيا لحضور مأتمها، ثم انتقالها بالجسد إلى السماء فهو من أناجيل الآلام.

إنجيل بطرس: نشر سنة 1886 في مصر وهو يسعى إلى إلصاق جريمة "قتل" يسوع باليهود وحدهم مبرئا ساحة بيلاطس.

إنجيل نيقوديمس: يعود إلى القرن الرابع. وهو يسرد تفاصيل محاكمة المسيح و"موته " وهبوطه  إلى الجحيم قبل قيامته، حاملا للموتى بشرى القيامة العتيدة.













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق