الدكتور خالد الوزاني الحسني: علم الكلام، وعلم الكتاب.

نشأ السيد خالد بمدينة وزان، وهي مدينة صغيرة قريبة من فاس، وكان لها حضور تاريخي وديني كبير وقديم بالمغرب، فهي مقر الزاوية الوزانية المتفرعة عن الشاذلية، وبها أحد  فروع آل البيت النبوي بالمغرب، وذلك حين دخلها مولاي عبد الله الشريف. كما كانت في بعض الفترات موئلا مهما للعلم وطلابه، لدرجة أن بعض علمائها كانوا يكتبون: من مدينة وزان إلى قرية فاس...

والأستاذ خالد هو ابن هذه البيئة، وهو حسني النسب، أي ينتهي إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. ومعروف أن أنه يوجد بالمغرب منذ القرن الثاني فرعا آل البيت: الحسني والحسيني، وإن كان الفرع الحسني أكثر انتشارا ووجودا بكثير.
وأعرف الأستاذ خالدا، كما أعرف فيه هذه الروح الحسنية المميزة، والتي هي من أثر دعوة الرسول عليه السلام حين قال عن الحسن: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.. ففي خالد سيادة وأنفة وعزة.. وجمع مع ذلك تواضعا وأدبا رفيعا وحسا إنسانيا. 
درس الأستاذ خالد بوزان على الطريقة التقليدية (أي حفظ المتون ومدارستها..). ثم في سنة 1997 نال دبلوم الدراسات العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في موضوع: منهج محمد بن أحمد بن جزي الكلبي في الإلهيات من خلال كتابه "النور المبين في بيان عقائد الدين"، دراسة وتحقيق.
كما نال الدكتوراه بالجامعة نفسها في موضوع: موقف ابن حزم من الأشعرية من خلال كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل"، وذلك سنة 2010.
وهو عالم مشارك يتحدث في أنواع من العلوم الإسلامية، لكن يمكن القول بغلبة اهتمامين عليه:
1- العقيدة وعلم الكلام. وله اختياراته الخاصة في بعض مسائل العقيدة. وليته يقوم ببعض الجهد لنشر كتابيه في بعض دور النشر.
2- المخطوطات وعالمها، وربما هذا هو حبه الأول، كما يقولون. فالدكتور خالد يعرف أكثر مكتبات المغرب، ومطلع على محتوياتها، وأنواع الخطوط والورق.. وسائر ما يتعلق بهذا العالم، بحيث يمكن اعتباره أحد أهم الخبراء المغاربة في هذا المجال اليوم.
لكنه مقلّ في الكتابة، على عادة الأغلبية الساحقة من المغاربيين. بينما هو متحدث ومحاضر جيد.
يشتغل الآن متصرفا ممتازا بوزراة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب.