الأربعاء، 20 يونيو 2012

سلسلة التعريف بالمسيحية (3):الكنيسة: معمارها وتنظيمها الداخلي. إعداد: لمياء مجاهد.

 
يحتاج دارس الأديان، خاصة المسيحية، إلى معرفة مراتب رجال الدين والفروق بينهم وإلى فهم التنظيم الداخلي للكنائس وتمييز مرافقها.. وسائر شؤونها. فهذا جزء من التخصص الدراسي  في المسيحية.. في هذا السياق أعدت  لمياء مجاهد هذا البحث..(لاحقا سألحق مجموعة من الصور بالمقال).
التنظيم الداخلي والمعمار.
إعداد:  لمياء المجاهد

I-الكنيسة تعريف و مميزات:
1-معناها :
لفظ كنيسة مشتق من الأصل العبري كنسي، ومعناها مجمع أو محفل، والأصل اللاتيني  (eccesia)  و"معناه لقاء الناس و هي بدورها  تطوير للأصل اليوناني ekkl,cia  ومعناها المجلس"[1] أو  مكان الدعوة.
2-أسماؤها:
لها أسماء كثيرة وردت في الكتاب المقدس والكتب الطقسية وكتابات الآباء ترمز إلي صفات الكنيسة أشهرها.
v   البيعة: احترزوا لأنفسكم ولجميع الرعية.. كنيسة الله التي اقتناها بدمه [2]
v   الكنيسة بيت الله: بيت إيل[3].
v   عروس المسيح[4].
v   بيت الملائكة.
3-رموزها:
سفينة نوح[5], المدينة المقدسة [6] أورشليم [7] الجنة المغلقة والينبوع المختوم[8]...وتطلق اصطلاحا على:
v   المكان: أي محل اجتماع المؤمنين ويظهر هذا جليا في قول لوقا عن بولس وبرنابا: " فحدثا أنهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلما جمعا غفيرا " [9].
v   الرعاة: أي الاكليروس، ويفهم هذا المعنى من قولهم :" وان لم يسمع منهم فقل للكنيسة وان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك.. "[10]
v   الرعية: أي جماعة المؤمنين أي الشعب المسيحي في العالم اجمع  ويظهر هذا المعنى من قول بولس " احترزوا إذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه " [11]
v   واحدة: وحدة الإيمان والتعليم والمعتقد والتفكير والرجاء " ورعية واحدة وراع واحد "[12].
v   مقدسة: وأحب المسيح أيضا الكنيسة واسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غصن أو شئ من مثل ذلك بل تكون مقدسة بلا عيب[13].
v   جامعة:    لوجودها في كل الأقطار[14].
v رسولية: كنيسة المسيح الحقيقية هي المبنية على أساس الرسل والأنبياء وهي تعليم الإيمان كما هو مأخوذ من الرب ورسله[15] .
II- المراتب الكنسية:
1-البابا:
البابا كلمة مشتقة من الكلمة القبطية (بي أبا)، أي: البابا أو الأب، وهو الرئيس الأول في الديانة النصرانية الكاثوليكية، وكان الأساقفة في بداية الأمر يدعون البطريرك بالأب، تعظيماً له، ولما اشتبه الأمر عليهم أرادوا أن يميزوا بين البطريرك والأسقف، فدعوا البطريرك بابا، ومعناه أبو الآباء، وقد كان أول ظهور لهذا اللقب في مصر.
وفي سنة 1870م قرر المجمع الفاتيكاني عصمة البابا من الخطأ، وأُشير إلى أن كلاً من طائفتي البروتستانت والأرثوذكس لا تعترف بمنصب البابوية ولا سلطته الروحية على سائر الكنائس. [16]
-2الكاردينال:
عضو أعلى هيئة تساعد البابا في إدارة الكنيسة الكاثوليكية والمجلس الاستشاري، يلي البابا في مرتبته مباشرة،و يتم اختيار البابا من بين مجموعة من الكرادلة [17].
ومنصب الكاردينال منفصل عن الوظائف الكنسية، فليس يلزم أن يكون أسقفاً،ويقوم الأساقفة بإدارة مجالس مختلفة خاصة بشؤون الكنيسة العالمية، ويرأسون المحاكم الكنسية العليا [18].
-3البطريرك[19]:
البطريرك كلمة معربة عن اليونانية معناها الأب الرئيس، ولم يعرف هذا المصطلح قبل القرن الثالث الميلادي.
وسمّى العامة البطريرك بابا، لأنهم كانوا يسمون الأسقف: أبا، والأسقف يسمى بطريرك: أبا، قالوا: فيجب علينا أن نسمي البطريرك: بابا، أي:الجد [20].
يشترط في البطريرك أن يكون حر المولد وابنا لأم متوجة ـ أي لم تتزوج إلا مرة واحدة ـ، صحيح البدن، غير متزوج[21] ، وألا يقل عمره عن خمسين عاماً، وأضافوا أنه يجب أن يكون عالماً وحياته بلا لوم، مستقيم الرأي، وأن يكون من ساكني الصحراء، وألا يكون أسقفا، وهو الشرط الذي تشددت فيه الكنيسة القبطية. [22]
-4المطران:
هو رئيس ديني عند النصارى،وهو كبير الأساقفة لمقاطعة دينيّة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنائس الأخرى.
يحكم المطران في العادة أسقفية، تسمى : الأسقفية الرئيسية،وله سلطات محدودة على أساقفة الأسقفيات الأخرى، وينظر كل الأساقفة الآخرون إلى المطران على أنه أرفعهم مرتبة في الشؤون الدينية الخاصة بالمقاطعة، ولكن المطران لا يتدخل في الشؤون المحلية [23].
 ويعتبر المطران دون البطريرك وفوق الأسقف[24].
-5 الأسقف:
أصل كلمة الأسقف يونانية، ومعناها: مشرف، وتستخدم أحياناً كمرادف لكلمة مندوب أو وكيل، والأسقف رتبة دينية عند النصارى فوق رتبة القسيس ودون رتبة البطريرك والمطران.
ويذكر عوض سمعان في كتابه (الكهنوت)، نقلاً عن موسيهم في كتابه (تاريخ الكنيسة):"بأنه بعد سنوات من وفاة الجيل الأول من رسل النصرانية، استحسن كثير من القسوس أن يقيموا لهم رئيساً مشهوراً بالرزانة والتقوى والفطنة لكي يوزع عليهم أعمالهم، ويوحد صفوفهم، وقد أطلقوا على هذا الشخص وحده لقب الأسقف، واحتفظوا لأنفسهم بلقب القسوس، ومن ثم أصبح الأسقف هو رئيس القسوس الذي يقوم بتعيينهم في وظائفهم،  وصرف مرتباتهم وتأديبهم عند تقصيرهم".
وفي العصور الأولى من النصرانية لم يكن هناك فرق بين الأسقف والقسيس  [25] .
وبمرور الزمن صار من المحتم إقامة واحد من بين القسوس يتقدمهم، وصار هذا المتقدم له اختصاصات النظارة العليا، فاختص بلقب الأسقف دون غيره.
-6القس[26]:
القس كلمة يونانية بمعنى شيخ، جاء في التعاريف :"القس والقسيس العالم العابد من النصارى"[27].
 والقسيس رئيس النصارى في العلم، والمفتي في الدين، ومرتبته بين الأسقف والشماس، والقس لا يستطيع منح الكهنوت وسر التثبيت.
وقد يكون القس راعيا في قرية أو حي، أما الأسقف فيرأس أبرشية مكونة من عدة كنائس.
ولا يعترف البروتستانت بالتفريق بين الأسقف والقسيس[28].
وقد وضع الأساقفة والقسس لأنفسهم قوانين توافقوا عليها، وارتبطوا لها من غير أن يشهد بصحة تلك القوانين شاهد من توراة ولا من إنجيل، فمن خالفها عندهم؛ سموه خارجيا تارة، وكافرا أخرى، والخروج عن تلك القوانين هو الذنب عندهم، ثم تلك الذنوب منقسمة إلى ما لا يغفرونه وإلى ما يغفرونه، فإذا غفروا ذنب واحد منهم أدخلوه الكنيسة، وقبلوا قربانه، وإذا لم يغفروا له أبعدوه عن كنائسهم، وطردوه، وهولوا عليه، ولم يقبلوا برهانه[29].
-7الشمَّاس:
كلمة معربة من الكلمة اليونانية(دياكوتس)،ومعناها: الخادم، والشمَّاس درجة كهنوتية داخل الكنيسة ترجع إلى عصر مبكر جداً.
قال صاحب اللسان:"الشماس من رؤوس النصارى الذي يحلق وسط رأسه ويلزم البيعة .
كانت مهمة الشمَّاس في بداية الأمر؛ خدمة الأرامل، ولذلك فقد اشترطوا فيمن يتقلد هذه الدرجة شروطاً، منها: أن يكون محافظاً، متزوجاً ولديه أولاد.
وقد أحدثت  الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للشمَّاس مهمة الخدمة الاجتماعية، والروحية، والوعظ أحياناً، كما جعلته مساعداً للأسقف في الخدمة، و للشّماسة رئيس يعرف بـ (الأرشيدياكون) ومساعد يعرف بـ (الأيبودياكون)[30].
III-الكنيسة معماريا
-1طريقة بناء الكنيسة :
 و يقول رجال الدين في المسيحية بأن الله هو الذي أمر ببناء الكنائس وهو الذي وضع تصميمها الأول، وأعطاه لموسى[31]، وكنيسة العهد الجديد لا تختلف كثيرا عن هيكل العهد القديم إلا فيما تقتضيه روح العبادة أداء الطقوس الخاصة بالمسيحية.
ومن قوانين الكنيسة قانون باسيليوس[32] يقول انه لا يجوز إن تبنى كنيسة إلا بأذن أسقف وإذا تجاسر أحد وفعل غير هذا فلا يجوز إن تقدم فيها إلى الأبد، فان تجرأ كاهن على تقريب القربان فيها يقطع من جسم البيعة[33]
وذكر اثناسيوس[34] من أسباب الاتجاه إلى الشرق: أن  المسيح عليه السلام صعد متجهاً نحو الشرق وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قبالة أورشليم من الشرق [35],و لإن الله نور فيجب إن يتجه المصلى دائما نحو النور. والنور يظهر من الشرق.
-2تسمية الكنائس:

تسمى الكنائس عادة  بأسماء القديسين, فالكنائس كلها بيوت الله، وقد دعى اسمه عليها " فالمكان الذي يختاره الرب إلهكم ليحل فيه "[36]. وهى مسكنه "يا رب أحببت محل بيتك وموضع مسكن مجدك"[37]. وهذا لا يمنع إن يطلق عليها أسماء مختلفة لنميزها بعضها عن بعض  "كما سمى هيكل الله كهيكل سليمان وكنائس العهد الجديد بأسماء البلاد. ككنائس آسيا  وكنائس أفسس وسميرنا  وبأسماء الشعوب المرسلة إليهم الرسائل وعلى هذا القياس سميت الكنائس بأسماء العذراء والرسل والشهداء و الملائكة. ليس على أساس أن الكنائس قد أقيمت خصيصا للقديسين  بل هي تقام في حد ذاتها لعبادة الله، إنما إطلاق أسماء القديسين عليها مجرد واسطة ليس غرض في حد ذاته[38].

-3كيفية بناء الكنيسة

 تبنى الكنيسة عادة مستطيلة إلى الشرق كهيئة السفينة[39] ترمز إلى أنها سفينة نجاة المسيحيون من بحر هذا العالم لتقيهم من شروره وتوصلهم إلى ميناء الخلاص. وأحيانا تبنى على شكل صليب.
تأثرت مباني الكنائس في العصر الأول المسيحي بروح الفن السائد في ذلك الوقت وابتداء من القرن الرابع تأثرت معظم الكنائس بطرازين مشهورين في البناء:
  وهو المتأثر بالفن الروماني وخصوصا القصور الرومانية Basilicaالتي تميزت بصالون رئيسي طويل على جانبيه أعمدة ينتهي بنصف دائرة مرتفعة حيث عرش الإمبراطور.[40]
 وهو المتأثر بروح الفن البيزنطي (بيزنطة = قسطنطينية) ويتميز سقف الكنيسة فيه بالقباب .
وتوجد كنائس تجمع بين الطرازين معا."[41]
إن الكنائس عموما تتفق في المبادئ الأساسية من كونها تشترك في الضخامة و اعتماد التثليث و الصليب و الهيكل...و تختلف في التصميم و التزيين و الديكورحيث أن الكنيسة الكاثوليكية تتميز بأنها من أكثر الكنائس رقيا و ضخامة و إبداعا  و ترفا و خاصة المذبح  أما الكنيسة الأورثودوكسية فتعطي أهمية بالغة للأيقونات و الشعائر الدينية, و بينما الكنيسة البروتستانية فتتميز بالبساطة في كل شيء وخصوصا الكنائس الإصلاحية[42]
*   منارة الكنيسة - جرس الكنيسةLe phare de l'Eglise  clocher:

لبعض الكنائس منارة واحدة  وخصوصا الكنائس البروتستانية , ولبعضها منارتان ، ومنارة الكنيسة تشير إلى الصاري في السفينة وإلى المنارة التي تنير لهداية السفن والناس, وتعلق الأجراس عادة بالمنارة لدعوة المؤمنين للصلاة والصليب المرتفع فوقها يشبه علم النجاة والخلاص لأن الصليب عندنا نحن المخلصين قوة الله[43] .

" والكنيسة فليكن لها ثلاث أبواب مثالا للثالوث القدوس أحدها يكون قبليها والآخر غربيها أخر بحريها"[44].

 باب الخدمة (الدياكونية): والمقصود بيت الخدمة الحجرة أو المخزن الذي تجمع فيه القرابين والصدقات واحتياجات الكنيسة والخدمة سواء احتياجات الخدمة الطقسية كالبخور والشموع والستائر والكتب وأواني المذبح والزيت والدقيق وخلافة. أو احتياجات الخدمة الروحية وخدمة الفقراء من كتب وملابس ومأكولات وخلافة.
باب بيت القربان: (بيت لحم): ويطلق لقب بيت لحم على مكان إعداد (القربان) تشبها ببيت لحم الذي ولد فيها حمل الله الرب يسوع. كلمة بيت لحم كلمة عبرانية معناها بيت الخبز.
بالإضافة إلى باب الدخول.
 و هذا رسم مبسط للكنيسة المعاصرة عموما[45] .
(I) وهو رواق فوق صحن الكنيسة ، عند مدخل الكنيسة، التي تنبه غير المؤمنين  أن مدخل الكنيسة يحظر بشكل مؤقت ، وهو مكان وقوف الحجاج الذين يأتون قبل افتتاح الأبواب.
*     المعمودية    :
(N) حد المعمودية وضع في خط الوسط من صحن الكنيسة ،و المعمودية علي اليسار في (H).
أي أن موضع المعمودية غرب الكنيسة وهو موضع معتزل من الكنيسة ليكون الموعوظين فيه ليسمعوا الكتب المقدسة والمزامير و التسابيح الروحية التي تقال في الكنيسة دون أن يختلطوا بالمؤمنين المسيحيين.
*      المغطس:
وهو الجانب الآخر المقابل للمعمودية (H) اليمنى. وهو عبارة عن فراغ مكعب تحت مستوى أرضية الكنيسة. ويشير المغطس إلى نهر الأردن، وكان المغطس يملأ بالماء ليلة عيد الغطاس. وقد بطل استعماله الآن فاستبدلوه بإناء متحرك حتى لا يعيق الحركة بالكنيسة, إلا انه مازال موجودا في بعض الكنائس إلى الآن (بدون استعمال) ككنيسة أبى سيفين وآبي سرجه بمصر القديمة[46].
وهو المكان المخصص للشعب وقد رتبت القوانين الكنيسة أن يكون وجود الشعب بها حسب نظام وترتيب خاص لحسن الاستفادة من العبادة ."يجب أن تقفوا في الكنيسة بهدوء وعفاف ويقظة لسماع كلام الله بانتصاب عظيم كل واحد في مرتبته كاستحقاقه مثالا للسمائيين الأساقفة في صدر الهيكل كالمديرين، والقسوس بعدهم كالمعلمين وارشيدياكون[47] إلى جانبه، ، والشمامسة بعد القسوس كالخدام، وسائر الشعب بعدهم (أي خارج الهيكل) الشباب في موضع وحدهم أن كان ثمة موضع يسعهم، والصبيان يقفون عند آبائهم) .كذلك النساء في موضع وحدهن المتزوجات في ناحية والبنات في ناحية وإذا لم يكن للبنات موضع فليقفن خلف النساء. وأما العذارى والراهبات والأرامل فيتقدمن في وقوفهن وصلواتهن والصبيان فليأخذهم عندهم آبائهم وأمهاتهم. وليكن بهذا النظام الواحد في قبة الشهادة فان وجد جالسا خارج المثال الموضوع له فليردعه ويرفضه الشمامسة فإنهم النوتيه وينقلونه إلى الوضع الذي يليق به"[48].
و وجد في الكنائس القبطية قديما نظام يقضى بتقسيم صحن الكنيسة إلى ثلاثة أقسام أو صفوف، سميت نظام الخوارس  ,يفصل بين كل قسم والآخر حاجز خشب أو من بناء متوسط الارتفاع غالبا، وهذه الأقسام هي:
القسم الأول: قسم الشمامسة والمرتلين ، وهو بعد الهيكل مباشرة
القسم الثاني: قسم الشعب المؤمن وهو القسم المتوسط في الكنيسة. 
القسم الثالث: قسم الموعوظين وهم المرشحين للدخول إلى الإيمان المسيحي وقبول المعمودية وهؤلاء كانوا يحضرون قداس الموعوظين إلى آخر قراءة الإنجيل والموعظة ثم بعد ذلك يخرجون من الكنيسة.
وهذا النظام أي الخوارس لم تعد الكنائس تستعمله الآن.

و يحتوي صحن الكنيسة على:

 (P) المنجليــة epaggelia  ، وهي كلمة قبطية محرفة من أصل يوناني ومعناها "محل الإنجيل" وتسمى أيضا القراءة أو القراية وهى كرسي من الخشب أو حامل مرتفع للكتب المقدسة.

ويكون في صحن الكنيسة وليس من داخل الهيكل لان في ملكوت السموات سيبطل التعليم. ويكون غالبا مرتفعا لان التعاليم التي تلقى علية ليست أرضية ولكنها سماوية ولان سيدنا أمر تلاميذه قائلا " ما سمعتموه في الآذان نادوا به على السطوح" وكذلك قال "لا يوقد سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضئ لجميع الذين في البيت"[49].

وتوضع أمام الهيكل في صحن الكنيسة منارتان أي شمعدانان كبيران. تشير أحدهما إلى شريعة الله للعهد القديم والثانية شريعة العهد الجديد
 و هو عبارة عن زيت وفتيله للإضاءة وهو المصباح أو السراج الذي يضيء بالزيت أمام الأيقونات، حيث يوضع أمام أيقونات القديسين في الكنائس إشارة إلى أن نور المسيح فيهم. ويوجد قنديل دائم في شرقية الهياكل يضاء على الدوام.
Ô   كرسي الأسقف أو العرش Cathedra :
 ويدعى كاتدرائية "أي كرسي" و يذكر التاريخ عن كرسي مرقس الرسول وكيف أن البابا بطرس خاتم الشهداء لم يكن يجلس عليه لأنه كان يشاهد العظمة الإلهية حالة عليه[50].
 و هناك الممر(G) في منتصف صحن الكنيسة يفصل الرجال عن النساء.
*   الهيكلAbside ou Autel  :
لقد عرفه  جرمانيوس[51] "هو مسكن المسيح ملك الكل متربعاً على عرشه مع رسله" هذا وقد ارتبط الهيكل بالمذبح في الكنيسة القبطية، حتى أن الهيكل يدعى أحيانا بالمذبح.  و خلف المذبح يقوم "الدرج"(O) حيث يجلس الأسقف على كرسيه (عرشه C ) وحوله الكهنة يمارسون عباداتهم. لهذا يسمى البعض الهيكل بريستيريم (Presbyterum) أي موضع الكهنة .
يكتب على باب الهيكل عادة " افتحوا لي أبواب البر لكي ادخل فيها واشكر الرب أقول هذا هو باب الرب والصديقون يدخلون فيه "[52].
 الشرقية: انحناء نصف دائري في منتصف الحائط الشرقي للهيكل يرمز إلى حضن الله. ويكتبون عليها " مساكنك محبوبة يا رب اله القوات تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب. قلبي وجسمي قد ابتهجا بالإله الحي لان العصفور وجد له بيتا" [53] .و فيه أيقونة للسيد المسيح  جالساً على العرش وأمامه سراج منير.
وفى الشرقية سبع درجات(O) آخرها درجة الأسقف وهذه تسمى العرش Cunyronoc وتكتب عربيا محرفا سنتيرونس, كما ورد أن :"وليكن في شرق المذبح سينترونس مرتفع وله درجات بمقدار ارتفاعه"[54] ثم يجلس الكهنة على السلالم حسب درجاتهم فيشبه ذلك "جلوس السيد المسيح عليه السلام وحوله 24 قسيسا "[55] وهذا النظام موجود في معظم الكنائس الأرثوذوكسية. 

 المذبح Manerswousi و موقعه بين درج الكهنوت وباب الهيكل وفى وسط الهيكل دون أن يلتصق بالحائط. فإذا كان له أربعة أركان فلا يكون ملتصقا من أي جهة وذلك لان الكاهن يدور حوله كالبخور عندما يصلى الأواشي الصغار.  والمذبح" يشير إلى القبر أو الجلجثة حيث صلب المسيح وقدم نفسه  ذبيحة حية ولذلك أيضا يكون قائما بذاته  دون أن يلتصق بشيء"[56]يسميه الأقباط مائدة        Trapez " مائدة الرب أو المائدة المقدسة "[57], ويصنع المذبح :

من الخشب: حيث أنه كانت المذابح تصنع من الخشب حتى أوائل القرن لأنه كان يناسب عصر الاضطهادات لسهولة نقل المذبح الخشبي عن مكان لآخر.
     من الحجر: في أواسط القرن الرابع بدأت الكنيسة تستعمل المذابح الحجرية وفي أواخر القرن التاسع بدأت الكنائس السريانية و النسطورية تحرم المذابح الخشبية. والمذبح الحجري يشير إلى القبر. وكانت المذابح تقام على قبور الشهداء والقديسين ولما انتهى الاضطهاد أصبح في الإمكان نقل أجساد القديسين إلى الكنائس.
     من المعادن: كانت بعض المذابح تصنع من الفضة أو الذهب مبالغة في إكرام مائدة الرب[58].
 و للمذبح قبة إما من خشب أو رخام  فوقه بأربعة أعمدة (داخل الهيكل) ويمكن وجود أكثر من مذبح في الكنيسة الواحدة لأنه لا يمكن أن يقام اكثر من قداس على مذبح واحد.

 ولا تختلف الكنائس القديمة عموما مع الكنائس الحديث فهذا تصميم لكاثدرائية في مقدونيا[59] أواخر القرن الخامس ميلادي فهي تحتوي على صحن و مذابح  و عرش و منبر و كل المكونات الرئيسية , وما يمكن أن نقوله هو أن الكنائس الحديثة قد أخذت حقها في التوسع و التفنن والإبداع بعد أن عرف أهلها الحرية و الازدهار و الرقي بعد اضطهاد وتقتيل و تشريد.
·       الكتاب المقدس.
·       الدسقولية : تعريب القمص مرقس داوود, مكتبة المحبة –القاهرة –مصر , الطبعة الخامسة -1979,
·       موسوعة الزاد للعلوم و التكنولوجيا: د.بهيج ملا حويش,مطابع ديداكو , برشلونة, اسبانيا
·       تاريخ الحضارات العام : تحت إشراف موريس كروزيه –الجزء الثاني-ترجمة فريد داغر و فؤاد ابو رهام –منشورات عويدات بيروت *باريس-طبعة 1986.
·       الموسوعة العربية الميسرة ,دار الجيل,القاهرة,ط2,2001م.
·       الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة,دار الندوة العالمية,الرياض,ط3,1418هـ.
·       هداية الحيارى,ابن القيم,مطبعة الجامعة الإسلامية,المدينة المنورة.
·       التعاريف,محمد المناوي,ت:محمد الداية,دار الفكر المعاصر,بيروت، دمشق,ط1,1410هـ.
·       الجواب الصحيح,ابن تيمية,ت:علي المدني,مطبعة المدني,مصر.
·       الإعلام بما في دين النصارى,محمد بن أحمد القرطبي,ت:أحمد السقا,دارالتراث,  القاهرة,1398م.
·       دلائل النبوة,جعفر بن الحسن الفريابي,ت:عامر صبري,دار حراء,مكة,ط1,1406هـ.
·       الفائق,محمود الزمخشري,ت:علي البجاوي، محمد أبو الفضل,دار المعرفة,لبنان,ط2.
·       الموسوعة العربية العالمية,مؤسسة أعمال المؤسسة,الرياض.
·       موقع سر الكهنوت النصراني, الشبكة العنكبوتية.
·       www.arabchurch.com,forums,showthread.php?p=609588 - 77k
·       http:,,st-takla.org,Coptic-Faith-Creed-Dogma,Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa,02-Coptic-Rituals-Theology__Fr-Asheia,Orthodox-Church-Rite_008-Church-Holy-Unity-Apostolic.html


[1]  موسوعة الزاد للعلوم و التكنولوجيا: د.بهيج ملا حويش,مطابع ديداكو , برشلونة, اسبانيا , المجلد 7 , المسيحية , ص:1770.
[2] (أع. 2: 28)
[3] انظر (تك 28: 17، 19)، (1.تيمو 3: 15)، (مز 122)، (عب 10: 21)
[4]انظر (مت 25: 5)،(يو3: 29)،(رؤ 19: 7)
[5]انظر (1. بط 3: 10)
[6]انظر (رؤ 21: 2)
[7] انظر (غل 4: 26)
[8]انظر (نش 4: 12)
[9] (أع 11: 26)
[10] (مت 18: 17
[11] (أع 20: 28)
[12] (يو 10: 16).
[13] انظر (اف 5: 25 27).
[14]انظر (رو 10: 18)
[15] انظر (لو 1: 2)
[16] انظر:الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة : (2/991).
[17] المرجع السابق: (2/1136).
[18]  انظر: الموسوعة العربية الميسرة (3/1906:1905)، وانظر: الموسوعة العربية العالمية: (19/36:35).
[19]  هناك من يرى أن البطريرك هو نفسه البابا، إلا أن بعض المراجع أفردته بكلام غير ما قيل عن البابا، وقد كنت في بداية البحث دمجته مع البابا ثم رأيت أن أفرده بالحديث.
[20] الجواب الصحيح :(4/188) بتصرف.
[21]   انظر: الجواب الصحيح: (4/224).
[22]  انظر:الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة : (2/1000:999).
[23] الموسوعة العربية العالمية: (23/412).
[24]  الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة: (2/1159:1158).
[25] الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة :(2/967:966).
[26]   هناك من يفرد الكهنوت بمرتبة مستقلة،والأظهر أنه اسم عام لأكثر من مرتبة.( انظر : الموسوعة الميسرة:1136).
[27]   التعاريف:(1/581).
[28]  الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة: (2/1125).
[29]  انظر: الإعلام بما في دين النصارى (1/405).
[30]انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (2/1093).
[31] انظر(خر 25)، (عب 8: 5)،
[32] "القديس باسيليوس الكبير" (329-379) ولد في 15 حزيران في قيسارية الكبادوك من أسرة غنية في الدين والدنيا. لقد تسمّى باسم أبيه القديس باسيليوس. وكان إخوته القديس غريغوريوس أسقف نيصص، والقديس بطرس أسقف سبسطية والقديسة مكرينا.
[33] انظر (بس 94)
[34] القديس أثناسيوس (ولد في 293 ، توفي في 2 مايو 373) كان بطريرك الإسكندرية في القرن الرابع. تم الإعتراف به كقديس من الكنيسة الكاثوليكية و الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، كما يعتبر عالم عظيم من قبل البروتستانت. أعلنته الكنيسة الكاثوليكية في روما أحد أطباء الكنيسة الـ 33، ويعتبر أحد الآباء الأربعة الأعظم لدى الكنائس الشرقية.
[35]انظر (زك 4:14)
[36] (تث 12: 11)
[37] (مز 26: 8)
[38] انظر (1كو 16: 19) (رؤ 2:1،8).
[39]  الدسقولية : تعريب القمص مرقس داوود, مكتبة المحبة –القاهرة –مصر , الطبعة الخامسة -1979,الباب 10.
[40] موسوعة الزاد للعلوم و التكنولوجيا: د.بهيج ملا حويش,مطابع ديداكو , برشلونة, اسبانيا , المجلد 5 , العمارة , ص:1351.
[41]انظر  http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa
[42] موسوعة الزاد للعلوم و التكنولوجيا: د.بهيج ملا حويش,مطابع ديداكو , برشلونة, اسبانيا , المجلد 5 , العمارة , ص:1351.
[43] انظر (1. كو 1: 18)
[44]انظر الدسقولية باب 35.
[45] [45]  موسوعة الزاد للعلوم و التكنولوجيا: د.بهيج ملا حويش,مطابع ديداكو , برشلونة, اسبانيا , المجلد 7 , المسيحية , ص:1770.
1-www.arabchurch.com/forums/showthread.php?p=609588 - 77k
[47]ارشيدياكون Archdeacon وهي كلمة يونانية مكونة من مقطعين (أرشي) بمعني رئيس و(ذياكون) بمعني شمامسة فيكون المعني (رئيس شمامسة).
[48] الدسقولية في الباب العاشر.
[49] (مت 5: 15)
[50] http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/02-Coptic-Rituals-Theology__Fr-Asheia/Orthodox-Church-Rite_008-Church-Holy-Unity-Apostolic.html
[51] القديس جرمانوس (375-437 تقريبًا) أب كنيسة إنجلترا وايرلند.
[52] (مز 117: 19)
[53] (مز1:84-3)
[54] الدسقولية باب 5.
[55] انظر (رؤ2:4-4)
[56] http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/02-Coptic-Rituals-Theology__Fr-Asheia/Orthodox-Church-Rite_008-Church-Holy-Unity-Apostolic.html
[57] (1كو21:10)
[58] www.arabchurch.com/forums/showthread.php?p=609588 - 77k
[59] تاريخ الحضارات العام : تحت إشراف موريس كروزيه –الجزء الثاني-ترجمة فريد داغر و فؤاد ابو رهام –منشورات عويدات بيروت *باريس-طبعة 1986-من ص:655.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق