الأربعاء، 6 يونيو 2012

مشروع علمي : الإصلاح الديني بين المسيحية والإسلام..

 
بدأت هذا المشروع منذ سنين، أعني  دراسة قضية الإصلاح الديني.  لكنني توقفت ، ولم أكمل المشروع، فلم يظهر الكتاب. ولا أدري متى سأنجز المشروع. أسأل  الله سبحانه العون والتوفيق.
اقرأ فكرة الكتاب أدناه:

مشروع  في علم الغيب:
كتاب " الإصلاح الديني "
موضوع الكتاب:
موضوع هذا الكتاب هو الإصلاح الديني في العالم الإسلامي، وليس هو التجديد الديني، رغم أن لهذه القضية الأخيرة حيزا مهما في الكتاب، ورغم التشابه الشديد بين الموضوعين.
ذلك لأنني في وضع مشروع هذا الكتاب أستحضر خلفية معينة وهي هذه الأطروحة الثقافية والسياسية، القديمة والجديدة، في آن واحد، والتي تعتبر أنه على الإسلام – أو على عالمه البشري – واجب تدشين ثورته الفكرية الخاصة بغرض إصلاح البنية الذهنية التي رافقته منذ ظهوره. وقد اصطلح على تسمية هذه الثورة المبتغاة بـ: الإصلاح الديني.
غاية الكتاب:
إذن أول أهداف الكتاب – وربما أهمها – هو تحليل هذه الدعوة، وهذه الفكرة، وهذا المصطلح... فـ " الإصلاح الديني " مصطلح خاص، لكنه يحتوي أو يشير لوحده لنسق فكري معين أو لإيديولوجيا معينة. والمعنى المركزي لهذه الكلمة الثقيلة هو أن الأديان جميعا تحتاج دائما إلى تغييرات بشرية تطال الجوهر والشكل معا، أي تمس كل شيء في هذه الأديان يقدر الناس أنه أصبح معيقا لحياة أفضل، فيقتضي الأمر إزالة هذه العوائق، أي إصلاح الخلل، من هنا نتحدث عن إصلاح الدين أو الإصلاح الديني.
المباحث الأولى في الكتاب:
وبالبحث في أصول هذا التفكير نجد أنه خلاصة لتجربة تاريخية محددة، هي لأوربا مع المسيحية، ربما توجد أصول أخرى يحاول الكاتب كشفها، لكن الأصل الرئيس هو هذا لقد وجدت أوربا – أو على الأصح قسم منها – أن الكنيسة عائق كبير في طريق نهضتها، فكان الحل هو الثورة على الكاثوليكية، والتي أطلق عليها فيما بعد: La Réforme، أو ما يمكن ترجمته بالإصلاح الديني. أول البحث إذن هو فهم هذه الثورة واستيعابها، وهو ما يحتل مساحة مهمة من الكتاب، وهو أيضا ما سيأخذ مني جهدا ووقتا للحاجة مثلا للقراءة في العهدين القديم والجديد للإحاطة بالموضوع، إضافة للكتب المؤلفة في الإصلاح المسيحي والإصلاح المضاد Contre – Réforme.
هل يمكن إصلاح الإسلام ؟
إذا فهمنا التجربة الأوربية مع الكاتوليكية أمكن لنا أن نقارنها بالتجربة الإسلامية، وأن نجيب عن السؤال الرئيس: هل يجوز الحديث عن إصلاح إسلامي يماثل الإصلاح المسيحي، أي هل يمكن تكرار درس التجربة الأوربية في آخر العصر الوسيط وبداية النهضة ؟
تجيب دراستي المقارنة – وعبر فصل أو مجموعة مباحث – عن هذا السؤال بالنفي في النهاية. وهي بذلك تصحح لأكثرية من المثقفين الغربيين، ولكثير من زملائهم العرب، وهما كبيرا ومنتشرا وخطيرا، وهو أن على الإسلام – مثله مثل المسيحية – إحداث ثورته الخاصة، وإطلاق إصلاح ديني هو – إلى حد بعيد – نسخة أخرى ومتأخرة للإصلاح المسيحي الذي قاده لوثر وكالفن. وسأبين في الكتاب خطأ كثير من المفكرين العرب الذين اعتقدوا في تماثل النسقين الإسلامي والمسيحي.
وهذه المقارنة التي سأعقدها تكون على مستوى المضامين والاعتقادات لكل من الدينين، وعلى مستوى الطقوس والعادات، وعلى مستوى الممارسات التاريخية والعمليـة ...
آليات " الإصلاح ":
ويهدف كتابي أيضا إلى فهم الآليات التي يقترحها الفكر البشري – والعلماني خصوصا – لإصلاح الأديان. ومعظم هذه الآليات تعود إلى زمن الإصلاح المسيحي، بل كثير منها معروف قبل ذلك، لابد إذن من كشف هذه الآليات  وترتيبها وتصنيفها ثم نقدها، لكنني سأوجه عناية خاصة لما يبدو لي أهم هذه الآليات وأخطرها – خصوصا بالنسبة للإسلام الذي لا يعرف مشكلة مصداقية المصادر التي تعرفها المسيحية -، وهي: آلية التأويل، أو سلاح التأويل ... السلاح ذو الحدين. (مع الاحتفاظ بالآليات الإيجابية).
بين إصلاح الدين والإصلاح بالدين:
إذا كانت فكرة أو إيديولوجية الإصلاح الديني لا تتلاءم مع الإسلام باعتباره ديانة خاصة، ولا مع التجربة التاريخية الإسلامية ... فإن هذا الدين يحتوي على إمكانيات ضخمة للنهوض الحضاري يلخصها مفهوم إسلامي أصيل هو: التجديد.
سأحاول هنا أن أعرف بهذا المفهوم وبحقيقته وبمدى قدرته على الدفع بالأمة إلى الأحسن، وأن أجيب بالخصوص عن سؤالين مهمين: 1- لماذا يحتاج الدين دوما إلى التجدد ؟ 2- ماهي بعض معوقات التجديد اليوم، أو كيف نفسر تعثره ؟
سأدرس ضمن هذه القضايا وغيرها، وباختصار شديد، بعض التجارب التاريخية للأمة، من خلال نماذج تنتمي لأربعة عوالم:  المغرب ( المرابطون والموحدون)، والدولة العثمانية ( مسألة الإصلاحات في العصر الحديث)، والقارة الهندية، والمشـرق ( لم أستقر بعد على موضوع محدد هنا). بالطبع لا يمكن استعراض تجارب التجديد هذه في كتابي هذا، لكنها دراسة مختصرة ومركزة تشير إلى أمر مثير للإعجاب والتساؤل يشبه " القانون " التاريخي أو الاجتماعي  ... قانون خاص بالتاريخ الإسلامي، أو لنقل على الأقل يتعلق بهذا التاريخ، وهو أن تاريخ الأمة يدل على أنها لم تعرف ظاهرة إصلاح الدين، كأوربا، وإنما لجأت دائما إلى سبيل الإصلاح بالدين.
إن من خصوصيات التجربة الإسلامية هو أن الإصلاح فيها كان يتم من خلال الإسلام وليس على حسابه، ويمكن أن نرفع هذا إلى مستوى القاعدة التاريخية بحيث يمكن اعتبارها " سنة " بالمعنى القرآني لكلمة " السنن " ...
الطابع العام للتأليف:
موضوع الكتاب فكري لا سياسي، برغم تداخل الأمرين أعني أنني لا أستطيع أن أتجرد من الخلفية المعاصرة للموضوع، لكنني أحاول أن أكتب بروح أكاديمية فقط. كما يسكنني هاجس عدم تكرار ما هو موجود ومحاولة تقديم إضافات نوعية.
المراجع:
مصادر الكتاب جد متنوعة، منها التفاسير وكتب التاريخ، والملل ومقارنة الأديان، وما كتبه رشيد رضا ومحمد عبده وغيرهم عن النصرانية، وما كتبه المعاصرون من كتب ومقالات في الإصلاح أو التجديد في الإسلام، وما ألف أيضا في موضوع القراءات الجديدة للنص، إضافة إلى القراءات القديمة في الأصلين (أصول الفقه والكلام)... وفي الفرنسية كتب مختلفة عن الإصلاح المسيحي Réforme وعن لوثر وكالفن وقضايا المسيحية بشكل عام، إضافة إلى المكتبة الاستشراقية، ومؤلفات عن الهرمينوطيقا...
أجل الكتاب وحجمه:
لا يوجد أي أجل للأسف الشديد. أما حجمه فمتوسط في حدود ثلاثمائة صفحة.
الترجمة:
وأنوي كذلك أن أترجم كتابي هذا إلى الفرنسية حتى يطلع عليه الجمهور الذي لا يقرأ بالعربية، ومنهم كثير من أبناء جلدتنا، عسى يفهموا أن قياس الإسلام على المسيحية خطأ علمي بالغ خطأ مسؤول عن كثير من الاضطراب الفكري الحاصل في عالمنا العربي منذ حوالي قرن من الزمان.
إلياس بلكا.

هناك تعليق واحد:

  1. الدكتورإلياس بلكا المحترم تحيةطيبة,وبعد
    أشد علي يديكم للمضي قدمافي مشروعكم الكبيرهذا راجيا أن يتضمن مراجعة نقديةلكتاب"الإسلام بين الرسالةوالتاريخ"للكاتب التونسي عبدالمجيدالشرفي’والذي سبق للدكتورمحمدالطالبي أن بين أبعاده الإديولوجيةفي كتابه الهام"ليطمئن قلبي"
    مع دعائ لكم بالتوفيق
    د عبدالمجيدالصغير

    ردحذف